ولما رأينا رسم من لم يدع لنا |
|
فوادا العرفان الرسوم لها فلا |
نزلنا عن الأكوار نمشى كرامة |
|
لعن بان عنه أن نلم به ركبا |
وينبغى أن يغتسل عند دخولها أو يتوضأ كما ذكرنا فى دخول مكة ويلبس انظف ثيابه والجديد أفضل ويتطيب ثم يدخل المدينة الشريفة قائلا باسم الله رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا وليكن خاضعا خاشعا معظما لحرمتها مكثرا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قاصدا المسجد الشريف وليحضر فى نفسه شرف البقعة وجلاله من شرف الإيمان وليكن ممتلئ القلب من هيبته صلىاللهعليهوسلم كأنه يراه وليمثل فى نفسه إذا مشى مواضع الأقدام الشريفة (ق ٢٤٥) النبوية فلعله فى موضع قدميه العزيزتين فلا يضع قدمه إلا بسكينة ووقار كما كان صلىاللهعليهوسلم يمشى.
ومن الأدب إذا دخلها ألا يركب فيها كما كان مالك رحمهالله تعالى يفعل وكان يقول استحيى من الله عزوجل أن أطا تربة فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحافر دابة.
فإذا وصل باب المسجد الشريف فيدخل من باب جبريل عليهالسلام وبقدمه ورجله اليمنى فى الدخول واليسرى فى الخروج وليقل ما قدمناه فى دخول المسجد الحرام وليدخل بخضوع وتذلل وأدب حامدا الله تعالى شاكرا له على نعمته عليه ، واستحب العلماء أن يقصد أول دخوله الروضة المقدسة وهى بين المنبر والقبر المقدس فيصلى تحية المسجد فى مصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو الحضرة وفى غيره من الروضة أو من المسجد فإذا صلى التحية سجد شكرا لله تعالى على ما انعم به عليه وسأله اتمام النعمة بقبول زيارته.
قال الكرمانى (١) : ويسجد بعد تحية المسجد سجدة شكر لله تعالى (ق ٢٤٤) على وصوله إلى تلك البقعة الشريفة والروضة المنيفة ، وفى الاختيار يسجد شكرا لله تعالى على
__________________
(١) هو عبد الرحمن بن محمد بن أميروية أبو الفضل الكرمانى ، فقيه حنفى ، إنتهت إليه رياسة المذهب بخرسان ، مولده سنة ٤٥٧ ه ، ووفاته سنة ٥٤٣ ه ، من كتبه التجريد فى الفقه ، والإيضاح فى شرح التجريد ، وشرح الجامع الكبير ، والفتاوى.