ما وفقه فإن خاف فوت المكتوبة بدأ بها وكفته عن تحية المسجد ثم ينهض إلى القبر الشريف المقدس من ناحية القبلة فيقف قبالة وجهه الشريف.
قال رشيد الدين فيستدبر القبلة ويستقبل المسمار الفضة الذى بجدار القبر المقدس على نحو اربعة اذرع من السارية التى هى غر رأس القبر الشريف فى زاوية جداره.
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقف على نحو ثلاثة أذرع من الجدار ويجعل القنديل الكبير على رأسه ناظرا إلى الأرض غاض الطرف فى مقام الهيبة والتعظيم والاجلال فارغ القلب من علائق الدنيا مستحضرا فى نفسه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته وعلمه صلىاللهعليهوسلم بحضوره وقيامه وسلامه ويمثل صورته الشريفة فى حياته موضوعا فى لحده.
واستدبار القبلة هو المستحب عند مالك والشافعية والحنابلة واختلفت عبارة اصحابنا (ق ٢٤٥) فى ذلك ففى مناسك الفارسى والكرمانى عن أبى الليث يقف مستقبل القبلة مستدبر القبر المقدس ويضع يمينه على شماله فى الصلاة ، وهذا شاذ والصحيح المعتمد عليه أن يقف عند الرأس المقدس بحيث يكون على يساره ويبعد عن الجدار قدر اربعة أذرع ثم يدور إلى أن يقف قبالة الوجه المقدس مستدبرا القبلة ثم يسلم ويصلى عليه صلىاللهعليهوسلم ثم يسلم على أبى بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما.
وروى الإمام أبو حنيفة رضى الله تعالى عنه فى مسنده عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : من السنة أن تأتى قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قبل القبلة وتجعل ظهرك إلى القبلة وتستقبل القبر بوجهك ثم تقول السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته وليس من السنة أن يمس الجدار أو يقبله بل الوقوف من البعد اقرب إلى الاحترام والآداب أن لا يرفع صوته بالتسليم ولا يمس القبر بيده ولا يقف عند القبر طويلا.
ويروى أن أبا جعفر المنصور ناظر مالك بن أنس فى مسجد رسول الله (ق ٢٤٦) فقال له يا أمير المؤمنين : لا ترفع صوتك فى هذا فإن الله عزوجل أدب قوما فقال