يوم ولك يوم. فقال : بل لك يوم ولى يوم فقال : إذا كان يوم عثمان يستقى المسلمون ما يكفيهم يومين. فلما رأى ذلك اليهودى قال : فسدت على ركيتى فاشترى النصف الآخر بثمانمائة الف درهم.
قال ابن النجار : وهذه البئر اليوم بعيدة عن المدينة جدا وعندها بناء من حجارة خراب قيل انه كان دار اليهودية وحولها مزارع وآبار وأرضها رملة وقد انتقضت حزرتها وأعلامها إلا أنها بئر مليحة مبنية بالحجارة الموجهة ، قال وطولها فكان ثمانية عشر ذراعا منها ذراعان ماء وباقيها مطموم بالرمل الذى تسفيه الرياح فيها وعرضها ثمانية أذرع ، وماؤها صافى وطعمها حلو إلا أن الأجون قد غلب عليه.
قال المحب الطبرى (ق ٥٢) : هى وسط وادى العقيق من أسفله فى براح واسع من الأرض وقد خربت وأخذت حجارتها ولم يبق إلا آثارها.
قال ابن النجار : اعلم أن هذه الآبار قد يزيد ماؤها فى بعض الزمان وقد ينقص وربما بقى منها ما كان مطموها.
وقد ذكر المطرى أن الآبار المذكورة ستة والسابعة لا تعرف اليوم إلا ما يسمع من قول العامة أنها بئر جمل ولم يعلم أين هى ولا من ذكرها إلا أنه ورد فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : أقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من نحو بئر جمل ثم قال إلا أنى رأيت حاشية بخط الشيخ محب الدين ابن عساكر على نسخة من الدرة اليتيمة لابن النجار ما مثله العدد ينقص على المثنى وبئرا واحدة لأن المثبت ست والمأثور المشهور سبع والسابعة اسمها بئر العهن بالعالية يزرع عليها اليوم وعندها سدرة ولها اسم آخر مشتهرة به.
قال الشيخ جمال الدين : بئر العهن هذه معروفة بالعوالى انتقلت بالشراء الى الشهيد المرحوم على بن مطرف العمرى وهى بئر ملحة منقورة فى الجبل وعندها سدرة كما ذكر ولا تكاد تنزف ابدا.
قال : ويقال العالية أيضا سميت به (ق ٥٣) لإشراف موضعها وهى منازل حول المدينة.