وقد ألف الشيخ أبو الفضل البيهقيّ الذي كان كاتب السلطان محمود بن سبكتكين وكان أستاذ الصناعة والمستولي على مناكب وغوارب البراعة ، تاريخ آل محمود (١) بالفارسيّة ، ويقع فيما يزيد على ثلاثين مجلدا كان بعضها في مكتبة سرخس وبعضها في مكتبة مدرسة الخاتون مهد العراق رحمها الله بنيسابور.
تلك هي التواريخ والكتب التي كل واحد منها صراط الألفة ، وبساط الزلفة ؛ وحظائر الأنس ، ومحك خواطر ضمائر الإنس ؛ وأنوار الأوهام ، وأزهار الأفهام ؛ وأرواح أشخاص القدرة والعلم ، وقوانين الفصاحة والبراعة ، وغايات آيات المقامات ؛ وعناصر الآداب ، وأواصر الأنساب والأنساب.
في نظام من البلاغة ـ ما |
|
شك امرؤ أنه نظام ـ فريد |
ومعان لو فصّلتها القوافي |
|
هجّنت شعر جرول ولبيد |
حزن مستعمل الكلام اختيارا |
|
وتجنّبن ظلمة التعقيد |
وركبن اللفظ القريب فأدر |
|
كن به غاية المرام البعيد (٢) |
__________________
الحسين بن محمد بن القاسم بن علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن طباطبا وله كتاب تهذيب الأنساب ؛ والآخر الإمام أبو إسماعيل إبراهيم بن ناصر بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن طباطبا مصنف كتاب ديوان الأنساب ومجمع الأسماء والألقاب وقال إنه «قريب العهد إلينا». ولم يذكر لأي منهما كتابا بالعنوان المذكور أعلاه.
(١) ألفه أبو الفضل تكملة لتاريخ محمود الورّاق الذي كان قد بدأ بتأليفه سنة ٣٥٠ ه ودون فيه الحوادث منذ العصور السحيقة حتى سنة ٤٠٩ ه وهي السنة التي بدأ فيها أبو الفضل البيهقيّ كتابة تاريخه الذي لم تبق منه سوى قطعة نشرت ثم ترجمت فيما بعد إلى العربيّة تحت عنوان تاريخ البيهقيّ (انظر : ص ٢٨٧ من هذا التاريخ حيث أثنى أبو الفضل كثيرا على محمود الورّاق هذا).
(٢) تاريخ مدينة السلام (٣ / ٥٩٤) من قصيدة للبحتري يصف فيها بلاغة محمد بن عبد الملك الزيات.