لقد صحب العلم الرصين وأهله |
|
لذلك سميناه في الناس صاحبا |
وقد ذكرت كمال فضائله في مسألة الوجود الذي فيه في كتابي المعنون بعرائس النفائس ، وله إلي رسائل وفوائد منها استفدت ، كأني عاينت فيها عين الحياة ووردت» (١). ذكره فصيح ضمن حوادث سنة ٥٥١ ه فقال إن فيها توفي «الحكيم أبو جعفر بن محمد البخاري في رمضان بإسفرايين ، وكان عالما بعلوم الحكماء الأوائل» (٢).
ظهير الدين علي بن شاهك القصاري الضرير. لقبه ب «الإمام الفيلسوف» في تتمة صوان الحكمة وقال إنه أصيب بالجدري وهو ابن تسع سنين فعمي وبالغ في تحصيل العلوم كعلوم القرآن واللغة والفلسفة والفلك والرياضيات وقد ترجم له في تاريخ بيهق ، وفي كلا المصدرين أثنى عليه وعلى علمه. وقال في تتمة صوان الحكمة : «وبيني وبين ظهير الدين مباحثات مذكورة في كتاب عرائس النفائس من تصنيفي.
والآن في هذه الأيام سألني عن الكلام المفصل في الكبيسة ، فأنشأت رسالة إليه في الكبيسة» (٣). ولا ندري السبب الذي دعاه إلى أن يغير رأيه فيذكره في غرر الأمثال بقوله : «وببيهق أكمه يقال له العقبة علي القصاري يدعي الحكمة وأقسامها ويختار الطوالع ، ولا يقدر على رفع الأصطرلاب والعمل به فيحاذي الشمس ويحسب من خروج ريحه من منخريه ... وقد اختار لخروج أخيه محمد بن شاهك القصار من بيهق إلى نيسابور طالعا ، وخرج ذلك المسكين ، فهبت ريح عاصف أسقطته من الجمل وشجت هامته ووقع عليه اللص وأخذ ماله ..». وأشار إلى ادعائه المعرفة بالطب وسخر منه وبالغ في الحط من قدره بكلمات قاسية (٤).
__________________
(١) تتمة صوان الحكمة ، الورقة ٤٨ أ.
(٢) مجمل فصيحي ، ٢ / ٢٤٩ ؛ الكامل في التاريخ حوادث ٥٥١ ه.
(٣) تتمة صوان الحكمة ، ٥٩ أ ـ ٥٩ ب.
(٤) غرر الأمثال ، ٢٣٣ ب.