ولم يكن القصاص ممكنا ـ وجرح العجماء جبار (١) ـ والغوغاء قتلة الأنبياء ومعادن الفتن ، إذا اجتمعوا غلبوا ، وإذا تفرقوا لم يعرفوا ، وذلك في شهور سنة خمس وثمانين وأربع مئة ، ومن منظومه :
دعاك الربيع وأيامه |
|
ألا فاستمع قول داع نصوح |
يقول اشرب الراح ورديّة |
|
ففي الراح يا صاح روح وروح |
وغنى البلابل عند الصباح |
|
أيا نائمين الصبوح الصبوح |
الإمام فخر الزمان مسعود بن علي بن أحمد الصّوابيّ (٢)
ينتهي في نسبه إلى العزيزيّين ، وقد تقدم أن العزيزيّين هم من أولاد عبد الرحمن بن عوف رضياللهعنه ، وكان أبوه الحكيم علي الصّوابيّ متكلما وشاعرا ، وأشعاره الفارسيّة مشهورة.
__________________
(١) العجماء هي الدابّة وشبه المؤلف الغوغاء بالدواب ، وهو حديث شريف : «جرح العجماء جبار» (انظر مثلا صحيح البخاريّ ، ٢ / ١٣٧ ؛ السنن الكبرى للبيهقيّ ، ٤ / ١٥٤ ، وعشرات المصادر الحديثية) ، وفسره الزّمخشريّ بقوله : «الجبار : الهدر ، يقال ذهب دمه جبارا. والمعنى أن جنايتها هدر. قالوا : هذا إذا لم يكن لها سائق ولا قائد ولا راكب ، فإن كان لها أحدهم فهو ضامن لأنه أوطأها الناس» (الفائق في غريب الحديث ، ٢ / ٣٣٤).
(٢) معجم الأدباء ، ٦ / ٢٦٩٩ ، وفيه : «أبو المحاسن مسعود بن علي بن أحمد بن العباس الصّوابيّ البيهقيّ ... مات في الثالث والعشرين من المحرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة» ونص على أنه نقل ترجمته من وشاح دمية القصر ؛ مجمع الآداب ، ٣ / ١٩٩ ؛ فهرست الكامل في التاريخ ط تورنبرغ ، ٩ ، ٣٦٤ ؛ بغية الوعاة ، ٢ / ٢٨٤ ؛ أمل الآمل ، ٢ / ٣٢١ ، ٣٢٢ ؛ قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندي وهو ممن يحدث عن الصّوابيّ ، ١٦٢ ، وفيه : أخبرنا الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمد الصّوابيّ ... ؛ النقض ، ٢١٢ ، مسعود بن محمد الصّوابيّ ، ولا شك في حدوث تحريف في اسمه ؛ وفي طرائف الطرف وردت مقطعات من شعره ، وفيه : فخر الزمان إلّا أنه ورد في ٧٩ : أوحد الزمان ، وورد في نفس الصفحة مسعود الصّوليّ ، وهو تحريف ، انظر أيضا : ٣٩ ، ٧١ ، ٨٤.