وذلك في شهور سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بجمادى الآخرة ورجب ، ومقتل خمسة عشر شخصا من قرية داورزن ، ثم فك الحصار بعد ذلك ، ومن هناك جاء إلى ديوره ، وظل فيها ثلاثة أيام نهب فيها الأموال وسبى الذراري ، ثم ذهب إلى طرف طريثيث وأقام في طبس الكيلكية ، ثم عاد إلى الناحية [بيهق] مرة أخرى ، فاستدعى السيد الأجل جلال الدين سيد النقباء محمد بن يحيى العلوي الحسينيّ رحمهالله ، الأمير إيلتت ـ وكان شحنة نيسابور ـ فجاء بالخيل والأتباع ومتجندة نيسابور فوصلوا بقضّهم وقضيضهم إلى الناحية ، وظلوا هناك خمسة عشر يوما ، وعاد خوارزم شاه عنها ، وكفى الله المؤمنين القتال.
واقعة : كان في القصبة أيام الملوك السامانيين عامل من قصبة مزينان يدعى أبا سعيد ، وكان من ندماء الأمير حميد ، وكان الناس في القصبة منه في عذاب وبلاء ، وقد بلغ أقصى جهده في تمهيد قواعد الظلم على الجميع ، وبينما كان نائما ذات ليلة ، هجم عليه شباب الرستاق وقتلوه ، وهو واحد من ثلاثة من عمال بيهق يحملون اسم أبي سعيد قتلوا فيها.
واقعة : ومن عمال بيهق ، رجل آخر يدعى أبا سعيد الفاريابيّ ، وكان بينه وبين رؤساء الناحية نزاع [٢٧٣] وخصومة كان سببها أن العامل هذا قد أختار أربعين رجلا من مشايخ الناحية جعل منهم عشرين في الديوان لينظروا في الشكايات ورفع الظلامات ، بينما أوكل إلى العشرين الآخرين أمر العناية بأموره وأولاده. وكان كلما انقضت ستة شهور ، جاء بالعشرين الذين في الديوان للعناية بأموره ، وأرسل العشرين الذين لديه إلى الديوان لينظروا في الشكايات والظلامات.
وكان ذلك في بداية دولة السلاجقة ، وكان أول مرة خطب فيها للملك صاحب جيوش المسلمين جغر بيك داود بن ميكائيل بمدينة مرو ، هو في يوم الجمعة ، غرة رمضان سنة ثمان وعشرين وأربع مئة ، وقد حدثت حادثة بسبب بلوغ هذا التظلم إلى مسامع الرئيس أبي عبد الله وحاشيته ، وكان قتل أبي سعيد الفاريابيّ البيهقيّ لأجل الانتقام لذلك ، في شهور سنة خمسين وأربع مئة.