الأمير أبي نمي تمّت عقب موت الشريف مكثر بن قاسم (١) سنة ٥٩٨ ه / ١٢٠١ م (٢) ويفهم من قول التجيبي أن إمارة مكة المكرمة لم تستقر لأبي عزيز إلّا بعد موت الشريف مكثر ، وهذا يؤيد ما صرّح به الفاسي والعصامي من أن الشريف أبي عزيز ورث ملك مكثر (٣).
وأضاف التجيبي مشيرا إلى اتّساع ملك أبي عزيز قتادة بشكل لم يكن من قبل ، وهذا موافق لما ذكره ابن خلدون من أن ملكه استفحل واتّسع إلى نواحي اليمن (٤). كما أفاد القلقشنديّ أن ملك أبي عزيز تعاظم حتى ملك مع مكة المكرمة والينبع أطراف اليمن وبعضا من أعمال المدينة وبلاد نجد (٥).
وامتدت ولاية أبي عزيز على مكة المكرمة إلى سنة ٦١٧ ه / ١٢٢٠ م وقيل ٦١٨ ه / ١٢٢١ م وبلغ التسعين من العمر وقيل في سبب موته أن ابنا له يدعى الحسن بن قتادة (٦) قام بقتله خنقا بالتواطؤ مع جارية وعبد له (٧). ثم قتلهما لإخفاء جريمته (٨). وهذا مطابق لما ذكره ابن خلدون والفاسي (٩). بينما أشار ابن الأثير إلى مقتله فقط (١٠). في حين ذكر ابن فهد والعصامي أن أبا عزيز مات مسموما (١١).
__________________
(١) يبدو أن التجيبي أخطأ في اسم والد مكثر فهو مكثر بن عيسى وليس بن قاسم. انظر المصدر السابق ، ج ٧ ، ص ٢٧٤.
(٢) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٠٥.
(٣) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٧ ، ص ٥٣ ـ ٥٤ ؛ العصامي : سمط النجوم ، ج ٤ ، ص ٢١٣.
(٤) ابن خلدون : العبر ، ج ٤ ، ص ١٠٥.
(٥) القلقشندي : صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ٢٧٧.
(٦) حسن بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم الحسني يكنى بأبي عالي ويلقب شهاب الدين أمير مكة المكرمة بعد أبيه نحو ثلاث سنين قتل أباه وأخاه وعمه ولكنه لم يستمر في حكم مكة إذ أخرجه منها الملك المسعود سنة ٦١٩ ه / ١٢٢٢ م وكان سيء العشرة والسيرة ظلوما مقداما ، وهو الذي قتل أمير الحاج العراقي اقباش سنة ٦١٧ ه / ١٢٢٠ م وأحدث بمكة امورا منكرة فأريد القبض عليه فخرج منها هاربا وقصد الشام فلم يلتفت إليه فتوجه إلى العراق ووصل بغداد فتوفي هناك سنة ٦٢٣ ه / ١٢٢٦ م. انظر الفاسي : العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ـ ١٧٤.
(٧) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٠٥.
(٨) العصامي : سمط النجوم ، ج ٤ ، ص ٢١٣.
(٩) ابن خلدون : العبر ، ج ٤ ، ص ١٠٥ ـ ١٠٦ ؛ الفاسي : العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ٢١٣.
(١٠) ابن الأثير : الكامل ، ج ٩ ، ص ٢٤٦.
(١١) عز الدين ابن فهد : غاية المرام ، ج ١ ، ص ٥٧٥ ؛ العصامي : سمط النجوم ، ج ٤ ، ص ٢١٤.