أكمل التجيبّي حديثه عن الحسن بن قتادة بأنه تولّى حكم إمارة مكة المكرمة عقب وفاة أبيه ، ولكنه لم يتمتّع بالملك حيث استدعاه أمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو العباس إلى بغداد فاعتقله بها ومات في سجنه (١). ولم يشر الفاسي وابن فهد والعصامي إلى خبر اعتقاله ، ولكنهم أجمعوا على وفاته في بغداد (٢).
واستمر التجيبي في الحديث عن أسرة أبي نمي وسيطرة صاحب اليمن (٣) على الأمور في مكة المكرمة إلى أن قتل (٤). وهنا خالف التجيبي جميع المصادر التي لم تذكر مقتل الملك المسعود بينما أشارت إلى إصابته بفالج عطّل يديه ورجليه وأدركته المنيّة سنة ٦٢٦ ه / ١٢٢٨ م ودفن بمكة (٥).
وبعد موت الملك المسعود سنة ٦٢٦ ه / ١٢٢٨ م تولّى أمر مكة المكرمة والحجاز الشريف أبو سعد الحسن (٦) والد أبي نمي وذلك في سنة ٦٤٨ ه / ١٢٥٠ م (٧). وهنا نجد انقطاعا تاريخيا في تسلسل الأحداث مدته اثنتان
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٠٥.
(٢) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ١٧٣ ؛ عز الدين بن فهد : غاية المرام ، ج ١ ، ص ٥٩٢ ؛ العصامي : سمط النجوم ، ج ٤ ، ص ٢١٦.
(٣) يوسف بن محمد بن أبي بكر محمد بن أيوب الملك المسعود بن الملك الكامل أبي المعالي ابن الملك العادل صاحب اليمن ومكة دخلها وانتزعها من حسن بن قتادة سنة ٦٢٠ ه / ١٢٢٣ م وقيل ٦١٩ ه / ١٢٢٢ م توفي ثالث عشر جمادى الأولى سنة ٦٢٦ ه / ١٢٢٨ م وكان مولده في ربيع الآخر سنة ٥٩٩ ه / ١٢٠٢ م. انظر عز الدين بن فهد : غاية المرام ، ج ١ ، ص ٥٨٩ ـ ٥٩٥.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٠٥.
(٥) ابن خلدون : العبر ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ؛ الفاسي : العقد الثمين ، ج ٧ ، ٤٩٤ ؛ عز الدين ابن فهد : غاية المرام ، ج ١ ، ص ٥٩٢ ؛ العصامي : سمط النجوم ، ج ٤ ، ص ٢١٦ ؛ الجزيري : الدرر الفرائد ، ج ٣ ، ص ٥٩٠.
(٦) الحسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم الحسني المكي أبو سعد صاحب مكة وينبع ولي إمرة مكة نحو أربع سنين استولى عليها من صاحب اليمن وقوي أمره بها بموت صاحب اليمن المنصور ، ودامت ولايته عليها إلى أن قتل بسبب غروره. كان فاضلا طيبا شديد الحياء جمع الشجاعة والكرم والعلم والعمل أديبا بارعا إلّا أنه نزع بآخره إلى هوى نفسه. قتل في أوائل رمضان سنة ٦٥١ ه / ١٢٥٣ م أو لثلاث خلون من شعبان. انظر الفاسي : العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ١٦٠ ـ ١٦٣.
(٧) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٠٥.