فبذلوه لهم فحضر إليهم بكفنه منتظرا الموت ولكن مبعوث الناصر خلع عليه وأعاده إلى الحكم (١).
وذكر بعض المؤرخين في حوادث تلك السنة الفتنة ولكن دون تفصيل (٢).
أما الفاسي فلم يذكر سبب الفتنة التي أشار إليها ابن بطوطة وأورد قائلا : " إنه في سنة ٧٣٠ ه / ١٣٢٩ م يوم الجمعة عند طلوع الخطيب المنبر حصلت شوشة ودخلت الخيل المسجد الحرام وفيهم جماعة من بني حسن ملبين غائرين ، وتفّرق الناس ، وركب الأمراء من المصريين وكانوا ينتظرون سماع الخطبة فتركوها ، وركب الناس بعضهم بعضا ونهبت الأسواق ، وقتل من الخلق جماعة من الحجاج وغيرهم ، ونهبت الأموال ، وصليت الجمعة والسيوف تعمل والقتل بين الترك والعبيد والحرامية من بني حسن ، وخرج الناس إلى المنزلة (٣) ، واستشهد من الأمراء سيف الدين الدمر أمير جاندار وولده خليل ومملوك لهم أمير عشرة يعرف بابن التاجي وجماعة نسوة وغيرهم من الرجال ودخل الأمراء راجعين بعد الهرب إلي مكة المكرمة لطلب بعض الثأر وخرجوا فارين مرة أخرى ، ثم بعد ساعة جاء الأمراء خائفين وبنو حسن وغلمانهم فلما اشرفوا على ثنية كداء من أسفل مكة المكرمة فأمر بالرحيل ولو لا أن سلم الله الناس كانوا نزلوا عليهم ولم يبق من الحجاج مخبر ، فوقف أمراء المصريين في وجوههم وأمر بالرحيل فأختبط الناس مما دفع أكثرهم لترك ما ثقل من أحمالهم ونهب الحاج بعضه بعضا ووقع الخبر بذلك بالقاهرة في نفس اليوم سواء" (٤).
__________________
(١) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ٢٤٢.
(٢) ابو الفدا : تاريخ ابو الفدا ، ج ٤ ، ص ١٠١ ـ ١٠٣ ؛ ابن كثير : البداية والنهاية ، ج ١٤ ، ص ١٤٩ ـ ١٥٢ ؛ ابن الوردي : تتمة المختصر ، ج ٢ ، ص ٤١٨ ـ ٤١٩ ؛ عز الدين بن فهد : غاية المرام ، ج ٢ ، ص ٩٠.
(٣) ربما يكون مكان نزول الركب بمكة المكرمة.
(٤) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ٢ ، ص ٣٩٢ ـ ٣٩٣.