ونرجح قول ابن عبد السلام في أن العبدري كان قدومه إثر هطول المطر مما يعلل كثرة المياه العذبة في طريقه وفي أماكن أخرى اشتهرت بملوحة مياهها.
الحوراء :
بينها وبين أكرا ثلاثة أيام. تقع على ساحل البحر مياهها عبارة عن أحساء غزيرة مالحة ذات رائحة منكرة (١). واكد ابن رشيد رداءة مائها أيضا (٢).
وأشار العبدري إلى وجود جزيرة أمام الحوراء يقطنها بعض العرب يعتمدون على السمك في غذائهم. وبمجرد مرور الركب بمحاذاتهم يبادرون بإحضاره لبيعه لهم. كما أشار العبدري إلى أن أهل ينبع يتقدمون إلى الحوراء حاملين التمر لبيعه هناك.
المغيرة (٣) :
تأتي بعد الحوراء على مسافة يومين والمغيرة تصغير لفظ المغارة أخذت شكل واد لوقوعها بين جبلين. تميز مدخلها بضيقه ولوجود المغيرة في بطن الوادي استعمل الدرج للوصول إليها والأخذ من مائها الذي أشار العبدري إلى قلته ، كما أوضح أن الحجاج يتزاحمون عليه لري عطشهم حتى هداهم الله للحفر في الوادي نحو القامتين وبذلك تمكنوا من الوصول إلى الماء فأحدث هذا العمل القضاء على التزاحم والمشقة التي كان الحجاج يلاقونها في سبيل الحصول عليه (٤).
__________________
(١) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٢.
(٢) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٢٧٩.
(٣) (المغيرة) : هى نبط منهل مشهور قديما فيها مغارة تسمى نبط وهى حد جهينة من بنى الحسن يصل إليها عبر مضايق وإنحدارات بها شجر كثير من الاثل. والنبط واد بين الحمض وينبع على ٩٠ كم شمال ينبع. انظر الدرعي : ملخص رحلتي ابن عبد السلام ، ص ٨٥ ؛ البلادي : معجم معالم الحجاز ، ج ٩ ، ص ٢٠ ؛ سيد عبد المجيد بكر : المشاهدات الجغرافية ، ص ١٣٨ ـ ١٤٠.
(٤) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٢.