ينبع :
بلدة صغيرة على بعد يومين من المغيرة تميزت بقلة سكانها. وهي محطة مهمة لنزول الحجاج بها. ويوجد في الغرب منها أرض واسعة عبارة عن سبخة لا نبات فيها ، فاستخدم هذا الموضع لنزول الركب. واشتهرت ينبع بسوقها الكبير ، وبه يتم بيع التمر الذي اشتهرت به المنطقة للركب ، وبها يتم تزويد الركب بجميع ما ينقصه لإكمال مسيرتهم إلى مكة المكرمة. كما اشتهرت بعذوبة وطيب مائها (١).
وقد أكد ابن رشيد والبلوي قول العبدري بوجود السوق بها واعتبارها محطة مهمة يترك بها الحجاج فائض أزوادهم أمانة لحين عودتهم كما أشار إلى جمالها ، وكثرة الماء والبساتين والخضرة فيها (٢).
الدهناء :
يصل إليها الركب بعد مسير نصف يوم من ينبع ويبدو أنها تتبعها ، فالعبدري أشار إلى ذلك. وقد لفت انتباهه فيها ماؤها العذب ونخلها الكثير وسبخة أرضها (٣).
بدر :
تبعد عن الدهناء مسافة يومين ؛ ولشهرة بدر التاريخية دقق الرحالة في وصفها. وأوسع من أمدنا بوصف دقيق مسهب لها ابن جبير ثم العبدري فهي عبارة عن واد مقامة به قرية عامرة محوّطة بحدائق وبساتين النخيل الكثيرة والماء الفياض. وعبر ابن جبير عن كثرة مياهها بقوله : عين فوارة ، كما أشار ابن جبير إلى أن موضع القليب الذي طرح فيه المشركون بعد المعركة مليء بالنخيل وحدد موضع الشهداء خلفه. أما العبدري فذكر أن قبور الشهداء تقع غربي مسجد ببدر. وخالف ابن جبير في موضع عريش النبي صلىاللهعليهوسلم عند ما حدد مكانه في سفح جبل يسمى الطبول الذي يشرف على موضع المعركة (٤). فقد
__________________
(١) المصدر السابق ، ص ١٦٣.
(٢) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٢٧٨ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ٢ ، ص ١٢ ـ ١٣.
(٣) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٣.
(٤) ابن جبير : الرحلة. ص ١٦٥ ـ ١٦٦ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٣ ـ ١٦٤.