انفرد ابن جبير وابن بطوطة بذكر هذا الجبل وشبهه كل منهما بكثيب رمل ممتد. كما انفردا بذكر جبل يسمى الرحمة يقال : إن الملائكة نزلت عليه يوم بدر ويقع على يسار مدخل بدر (١).
ووجد ببدر سوق كبير يتحين أهلها وأهل المناطق المجاورة وصول الركب مستعدين لبيعهم التمر والعلف للجمال كما ذكر العبدري. وقد عاب العبدري على أهل بدر انتشار بدع وخرافات لا يوجد ما يدعمها : مثل وجود هضبة غربي المقبرة قيل حولها أشياء لا أصل لها. وبالقرب من هذه الهضبة يوجد غار قيل أن الرسول صلىاللهعليهوسلم أوى إليه مع صاحبه أبي بكر رضياللهعنه حينما هاجرا من مكة (٢).
الطريق الثاني :
تبوك :
طريق الحاج الشامي يبدأ من تبوك. ووصفها ابن رشيد بأرض خصبة تزخر جنانا ، ويكثر بها النخيل ؛ وذلك لتوفر الماء فيها. حيث توجد فيها عين غزيرة بنيت على هيئة صهريج كبير طويت جوانبها بالحجارة ليجتمع بها الماء الذي يخرج إلى جفر (٣) كبيرة. وقد وصف ابن رشيد ماء هذه العين بالعذوبة (٤).
وما ذكر عن تبوك يدل على استقرارها الذي انعكس على انتشار جنان النخيل واستيطان بعض العرب وامتهانهم للزراعة خاصة لتوفر الماء.
ثم وافاها ابن بطوطة بعد ما يربوا على الأربعين عاما فزاد في وصفها وجود سقائين حول العين أقيمت لهم حولها أحواض كبيرة مصنوعة من جلود الجواميس يسقون منها الجمال ويملأون القرب. حيث اختص كل منهم بسد حاجة أمراء الركب بمن يتبعهم ، واختص غيرهم بسقي الحجيج لقاء أجر
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة. ص ١٦٥ ـ ١٦٦ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٢) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٣) (الجفر) : الحفرة الواسعة المستديرة. انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٤٣.
(٤) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٧.