لم يحصها (١). بينما التجيبي لم يقم بإحصائها وأثبت عددها من الأزرقي وابن جبير (٢).
ولم يكتف التجيبي بما نقله عن الأزرقي وابن جبير بل أضاف قائلا : إن ابن جبير لم يقم بإحصائها جميعا ونقل عددها بالكامل من شخص نعته بالشيخ الأديب الفاضل أبي العباس بن عبد الرؤوف (٣).
فأحصى عدد سواريه الجصية وغير الجصية قائلا : وجميع ما في المسجد الحرام أربعمائة وسبعون سارية في البلاط. وفي أبواب المسجد ست وعشرون. وفي دار الندوة ودار الحنطة مائة وتسع وعشرون فكمل عددها ستمائة وخمسا وعشرين سارية.
وأضاف التجيبي أن أمام البلاط الثالث جهة دار الندوة سارية حمراء رآها بنفسه. وذكر أنها كانت ليهودية فسأل صلىاللهعليهوسلم ابتياعها فأبت واشترطت بيعها بوزنها ذهبا فأشتراها الرسول صلىاللهعليهوسلم بهذا الشرط ووضعت السارية في كفة ميزان ووضع رسول الله صلىاللهعليهوسلم مثقالا من الذهب في الكفة الأخرى فرجح المثقال. وعزا هذه القصة إلى الأديب الفاضل أبي العباس بن عبد الرؤوف والذي لم نجد لها ذكرا في المصادر التي تناولناها سوى في كتاب الاستبصار (٤). مما يشير إلى
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ٦٧ ـ ٦٨.
(٢) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ٨٢ ؛ ابن جبير : الرحلة ، ص ٦٧ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٤٣.
(٣) لم نجد فيما بين أيدينا من مصادر تعريفا لهذه الشخصية والتي يرجح أن تكون لأحد الكتاب في المغرب أو الأندلس الذين قاموا برحلة إلى المشرق وألف كتابا عن رحلته ولكن من الملفت للنظر أن ما أورده التجيبي من وصف لهذه الناحية في المسجد الحرام وغيرها من الأماكن التي أشار إليها أو لم يشر نجده مطابقا لفظا ومعنى مع ما جاء في كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار لمؤلف مجهول من القرن السادس فلعل صاحب الاستبصار كان يكنى بأبي العباس بن عبد الرؤوف.
(٤) مؤلف مجهول : الاستبصار ، ص ٢٧ ـ ٢٨ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٤٣.