تعالى ـ في جامع بني أمية ، فصار لا يفارقني لحظة ، ويعيرني في كل ساعة لحظه ، وقلت : [من البسيط]
لم أنس يوم الفراق المرّحين دنا |
|
والقلب باك وطرف العين منبهت |
ونور عيني المفدى أحمد ولدي (١) |
|
يمشي قليلا أمامي ثم يلتفت |
ثم أسرجت في الكامليّة على عادتها الشموع والمصابيح ، وصليت فيها مع جماعة من الأصحاب صلاة التراويح ، ثم بتّ تلك الليلة في قلق وألم ، واستيقظت أواخر الليل فإذا والدتي عند رأسي لم تنم : [من الطويل]
أتغلبني عيناي ليلة بيننا |
|
ووالدتي من شدّة الوجد لم تنم |
أمن قسوة هذا أم الكرب غامر |
|
لقلبي مما حلّ فيه من الألم [٤ ب] |
أي والله إنّ القلب لشديد الاحتراق ، موثق من الكرب بأشد الوثاق ، مثخن بجراحات الفراق : [من الطويل]
خليلي لا والله ما القلب سالم |
|
وإن ظهرت منيّ مخايل صاحي |
وإلّا فما بالي ولم أشهد الوغا |
|
أبيت كأني مثخن بجراح (٢) |
فتهيأت حينئذ للصلاة بعد الطهور ، وتناولت مما حضر من السحور ، وتملّيت بوجه
__________________
(١) ورد صدر البيت في (م) و (ع): «ونور عيني وقلبي أحمد ولدي».
(٢) البيتان في معاهد التنصيص ٣ : ٣١ وتاج المفرق ٢ : ١٠٤ بلا عزو.