متجلّيا في سعودها الشارقة (١) بدرا متخلّيا عن كل ما يعقب الإقبال على السعادات إدبارا ، متسنّما من ذروة مراتب الصفات وصفات المراتب أحصاها منالا وأسماها منارا ، متبسّما من أخلاق المجد ومجد الأخلاق أزهرها نضارة وأنضرها إزهارا [١٤١ أ] متنسّما من رياح الأريحية نفحة طيبة ونسيما معطارا ، (أحضره والده لديّ ، فسلّم عليّ وتودّد إليّ ، وصار بيننا وبينه أكد صحبة وأشدّ محبّة) (٢).
ومنهم أخوه الشّاب النجيب ، والفاضل الأريب ، الواصل إلى رتبة النهاية في المبادىء ، والفائق بفضله الحاضر من أقرانه والبادي ، سيّدي أبو الهدى عبد الهادي ، شاب نشأ في عبادة الله ، وراعى في صغره من الهدي والهدى أباه ، اختطفته يد المنيّة في صباه ، ودعاه ربه إلى جواره فلبّاه ، فمات بالطّاعون شهيدا في صفر الخير سنة سبع وثلاثين وتسعمائة ، ونحن إذ ذاك ببلدة أزنكميد ، رحمهالله تعالى ، وكان قد جمعه أبوه عليّ ، وأمره بالتردد إليّ ، وحضر مجلسي عند أبيه ، وسمع ما صدر منّي من البحث فيه (٣).
ومنهم أخوه أيضا الطفل الزكيّ والشّاب الذكي ، الموسوم بسمة الولاية ، والملحوظ [١٤١ ب] بعين العناية ، ذو الأنس الظاهر ، والخلق الطاهر ، محيي الدّين عبد القادر ، أحضره والده إليّ ، وأمره بالمثول للاستفادة بين يديّ ، أنشأه الله تعالى نشوءا صالحا ، وجعله من متاجر الخيرات رابحا بمنّه وكرمه (٤).
ومنهم الشيخ الإمام العلّامة القدوة العمدة الفهّامة ، فرع الحسب الصميم ، ونبع الأصل الكريم ، وطبع الفضل العميم ، وطوع الخلق العظيم ، قدوة الأئمة ، وواحد أسانيد الأمة ، قاضي القضاة ، وإمام الفقهاء والنحاة ، وربّ العقل الوافر والحصاة ، روض العلم الوارف الظلال والفيء ، والوافر الريع والري ، قاضي أماسية وما معها
__________________
(١) وردت في (ع): «شعورها الشارفة».
(٢) ما بين القوسين شطب في (م) وسقط من (ع).
(٣) سقطت هذه الترجمة من (م) و (ع).
(٤) سقطت هذه الترجمة من (م) و (ع).