والسفن تعد وفي العباب بنا |
|
والماء مرتفع ومنحدر |
فكأنما أمواجه عكن |
|
وكأنما داراته سرر (١) |
ومضى لنا يوم آخر في البرّ قد غاب عذاله ، وكملت أوصافه وخلاله ، وتم حسنه وجماله (٢) : [من البسيط]
في رياض من الشقائق أضحت |
|
يتهادى بها نسيم الرّياح |
زرتها والغمام يجلد منها |
|
زهرات تفوق لون الرّاح |
قلت : ما ذنبها؟ فقال مجيبا : |
|
سرقت حمرة الخدود الملاح (٣) |
فنزلنا بها تحت سرحات مؤنقة ، ودوحات مورقة ، متضوّعة بعرف الزهر معبقة ، في أرض سندسيّة اللباس ، ذات مطارف متنوّعة الأجناس ، بين خامات زرع تموج يدافعها موج البحر ، وتلوح طلائها من كتائب الزهر ، فماء الندى مسكوب ، ورواق الظل مضروب ، والريح يصفق والغصن يتثنى والقبّر يصرصر والبلبل [١٥١ أ] يتغنى والحمام ينوح ويندب ، ويشكو من جوى دهره ويعتب ، فتذكرت به نوح الغريب بفقد بلاده ، وتأوهه لنأيه عن أهله وأولاده ، واندفع لسان الحال قائلا في إنشاده ، حاكيا ما
__________________
(١) الأبيات في تاج المفرق ١ : ٢١٨ بلا عزو وباختلاف في الرواية.
(٢) وردت في الأصل : «وجلاله».
(٣) الأبيات في تاج المفرق ١ : ١٨١ ومعاهد التنصيص ٣ : ٧٦ بلا عزو.