إن يكن للصباح فضل على الليل |
|
بتنويره (١) دجى الأحلاك |
فله في تفرق الشمل فعل |
|
لم تسعه دوائر الأفلاك |
ثم نهضت إلى صلاة الصبح ، مؤملا من الله تعالى الصلاح والنّجح ، ثم لمّا ابتسم وجه الصباح وسفر ، شددت (٢) عليّ باكيا أهبّة السفر : [من الكامل]
عجبا لقلبي يوم راعتني النّوى |
|
ودنا التفرق كيف لم (٣) يتفطّر (٤) |
ثم طافت بي الأحباب للوداع ، وتعيّن العزم على الإزماع ، فودّعت الوالدة والأولاد وسائر (٥) الأهل ، وتجرّعت من ذلك ما ليس بالعذب ولا بالسهل ، فما منهم إلّا من لزمني وانتحب ، فما أحقّ المتلازمين منّا بقول بعض العرب (٦) : [من الكامل]
باتا بأنعم ليلة حتى بدا |
|
صبح تلوّح كالأغرّ الأشقر |
فتلازما عند الفراق صبابة |
|
أخذ الغريم بفضل ثوب المعسر |
__________________
(١) وردت في (م) و (ع): «تنويره».
(٢) وردت في (ع): «سددت».
(٣) وردت في (م): «لا».
(٤) البيت في تاج المفرق ٢ : ١٢ بلا عزو. وفي مطمح الأنفس (١٨٠) منسوبة للوزير الكاتب عبد الملك ابن إدريس الخولانيّ الجزيريّ.
(٥) في (ع): «وشأم».
(٦) البيتان في معاهد التنصيص ٣ : ١٧٥ منسوبة للشاعر العرجيّ.