في الخطى ، ويقعدني عن اعتلاء ذرى المطى ، ويرهبني بقوة السطى ، ويمنحني ما أراد وما أغناني عن ذلك العطا ، ولم يزل يتعالى ويتعاظم ، ويتوالى (ويتفاقم ، ويذهب في متجره مذهبا [١٦٩ أ] ويبلغ في سيله الزّبى ، ويرقى في سبيله على الرّبى) (١) ، وحكماء تلك البلدة يترددون إليّ كل مدّة ، ويصفون من الأدوية عدّة ، فلم يزدد (٢) الأمر إلّا شدّة ، وأرادوا إبراد الحمّى فكان إبرادها رعدة ، فاستخرت الله في ترك التطبب ، والإبعاد عنهم والتجنب ، والانقياد لحكم الله والاستسلام لديه ، وتفويض الأمر إليه ، والتوكّل في كل الأمور عليه ، ثم قدم من الشّام في تلك الأيام الحاج محمد المغربيّ البوّاب (٣) وأقرأنا السلام من الأهل والأصحاب ، وأخبر بما صنع القاضي ـ قاتله الله ـ في الجهات. وما احتوى عليه من التعصبات (٤) والترّهات ، فلم ننزعج لذلك لاعتمادنا على الله ، ويقيننا الصّادق أن لا فاعل إلّا الله (٥) ، (وحمدنا الله على سلامة الأصحاب والأهل ، وعددنا ما عداه من الأمر السهل) (٦) ، واستمرينا بتلك البلدة (٧) إلى أن انصرم شهر ذي القعدة ، ثم دخل شهر ذي الحجّة ، وأقام بوفود العيد الحجّة ، فصلينا بجامع الأطروش (٨) صلاة العيد (٩) ، ثم أضافنا الشيخ عبد الرّحمن الكرديّ إلى منزله السعيد [١٦٩ ب] (وأخلى لنا خلوته بالجامع المذكور ، وسعى في أنواع إكرامنا بالسعي مشكور ، فجزاه الله عنّا الجزاء الموفور ، فأقمنا
__________________
(١) ما بين القوسين بياض في (ع).
(٢) وردت في الأصل : «يزد».
(٣) وردت في (ع): «النواب».
(٤) وردت في (ع): «الجهالات».
(٥) وردت في (ع): «إياه».
(٦) ما بين القوسين كتب في (م) على الهامش ، وسقط من (ع).
(٧) وردت في (م) و (ع): «القلعة».
(٨) وردت في (ع): «الأطروشي».
(٩) وردت في (ع): «صلاة العصر».