النهر قد رقّت غلالة صبغه |
|
وعليه من ذهب الأصيل طراز |
تترقرق (١) الأمواج فيه كأنها |
|
عكن الخصور تهزّها الأعجاز (٢) |
فأقمنا بذلك المنزل نهار الثلاثاء تاسع عشر شهر رمضان بالتمام ، فيا له من يوم ما كان أطوله ، وأخلقه بقول أبي تمام (٣) : [من الكامل]
يوم الفراق لقد خلقت طويلا |
|
لم تبق (٤) لي صبرا ولا معقولا |
وما أحسن ما قال بعده : [من الكامل]
لو حار مرتاد المنيّة لم يجد |
|
إلّا الفراق على النفوس سبيلا |
قالوا : الرحيل ، فما شككت بأنه |
|
نفس عن الدنيا تريد رحيلا |
وفي معناه قول المتنبيّ (٥) رحمهالله تعالى : [من البسيط]
أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا |
|
والبين جار على ضعفي وما عدلا |
__________________
(١) البيتان في حسن المحاضرة ٢ : ٣٩٩ ونسبها السّيوطيّ إلى إبراهيم بن خفاجة الإشبيلي وليست في ديوانه ، وفي نهاية الأرب ١ : ٢٨٣ نسبها النويريّ إلى أبي مروان بن أبي الخصال.
(٢) في (ع): «تته قرق».
(٣) الديوان ٢١٥ ، ومعاهد التنصيص ٤ : ٥١.
(٤) في (ع): «لم يبق».
(٥) الديوان ص ١٧ ومعاهد التنصيص ٤ : ٥١.