والوجد يقوى كما يقوى النّوى أبدا |
|
والصّبرينحل في جسمي كما نحلا[٧ ب] |
لو لا مفارقة الأحباب ما وجدت |
|
لها المنايا إلى أرواحنا (١) سبلا |
فلم أزل أتقلّى بجمر ذلك النهار ، وأجاري ذلك النهر من دموعي بأنهار ، أكنّ من الوجد ما غاية الثكلى تكنّه ، وأبدي من الحنين ما لا تطيق الجوانح تجنّه : [من الطويل]
فلله كم من لوعة كنت كاتما |
|
لها خيفة العذّال نمّ بها دمعي |
إذا كان من عيني على ما تكنّه |
|
ضلوعي من الأسرار عين فما صنعي |
وقد برّح الخفا بما أخفيه من البرحاء (٢) ، ونزحت أرشية جفوني مياه عيوني بيد البكاء : [من الطويل]
أهذا ولما تمض للبين ليلة |
|
فكيف إذا مرّت عليه شهور (٣) |
فما انقضى ذلك النهار ، وحلّ من الصوم الإفطار ، إلّا وقد أشرفت النفس على الزّهوق والقلب على الانفطار ، ثم أقمنا من ليلة الأربعاء أطول الليال إلى مقدار حد الوصية من المال (٤) ، فما كان أقصر ليلة الثلاثاء وأطول ليلة بعدها ، فيالها من ليلة ما
__________________
(١) في (ع): «روضائه».
(٢) في (ع): «الرجاء».
(٣) البيت مذكور في تاج المفرق ١ : ١٤٦ بلا عزو.
(٤) وهو الثّلث.