ومن يجتهد في أن في الأرض بقعة |
|
تشابهها قل أنت مجتهد مخطي |
وصوب حديثيّ ماءها وهوائها |
|
فإنّ أحاديث الصحيحين ما تخطي |
إلى أن يقول :
ومذ مدّ ذاك النهر ساقا مد ملجا |
|
وراح بنقش النبت يمشي على بسط |
لوينا خلاخيل النواعير فالتوت |
|
وأبدت لنا دورا على ساقه السبط |
وظرف من قال يهجوها وأهلها : [من الكامل]
عمّ الفساد حمى حماة فمردها |
|
ورجالها ونساؤهن جميعا |
شبه النواعير التي يهوونها |
|
من مسّه العاصي يدور سريعا |
(رجع إلى سياق الرحلة) ثم رحلنا من ذلك البستان حين مضى من الليل الثلثان ، [٢١ أ] فلم نزل نسري وندلج ، ولا نعول على غير المسير ولا نعرج ، إلى أن أسفر وجه الصباح المبتلج ، فوافينا في الطريق عربان مدلج (١) ، وهم نزول على بعض تلك الجبال ، ومعهم خيل وجمال ، فلاقونا عند الإشراق ، وباعونا (٢) من لبن النياق ، ورأى بعضنا امرأة منهم تقطع من زرع ، فقال : لا يحل لك هذا في الشرع ، فقالت
__________________
(١) هو مدلج بن ظاهر بن عساف ، أبو هرموش ، أمير عرب الشّام ، على جانب كبير من القوة والبطش توفي سنة ٩٤٥ ه. انظر ترجمته في : درّ الحبب ج ٢ ق ١ ص ٤٨٠ ، الكواكب السائرة ٢ : ٢٥٠.
(٢) وردت في (ع): «وباعون».