يبكي ويسأل فيه عمّن بانا |
|
فتفتّحت أضلاعه أجفانا (١) [٢٤ أ] |
وذلك النهر يجول (٢) في حلّة فضية تذهبها الشمس بكرة وأصيلا ، ويجلوا صداها صيقل القمر ليلا ، ونهر عطفه خيلا ، ويسحب (٣) في تبختره بين الرياض ذيلا ، فتناديه تلك الأشجار على رسلك ف (إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً)(٤) وتلقّانا في ذلك المقام جماعة من الأصحاب ما بين عرب وأروام قاصدين بلاد الشّام ، فتلاقينا بالتحية والسلام ، وجمعنا بين السلام والوداع ، وذيّلنا الافتراق من ذلك الاجتماع ، وأنشدتهم والقلب بالفراق منكوي ، والجسم على نيران الفؤاد محتوي ، لفخر الرؤساء الشريف الرّضيّ الموسويّ : [من البسيط]
والدمع تنحدر من الآماق |
|
وتفور من جوانب الأحداق |
أيها الرائح المجد تحمّل |
|
حاجة للمتيم المشتاق |
وأقر عني السلام أهل المصلى |
|
وبلاغ السلام بعض التلاق |
وإذا ما مررت بالخيف فاشهد |
|
أنّ قلبي إليه بالأشواق |
__________________
(١) هذه الأبيات موجودة في حسن المحاضرة ٢ : ٣٩٩ ورفع الحجب المستورة ١ : ١٣٦ منسوبة في كليهما لنور الدّين علي بن سعد الأندلسي ، وفي نهاية الأرب ١ : ٣٨٤ منسوبة إلى أبي حفص بن وضّاح.
(٢) وردت في (ع): «يحول».
(٣) وردت في (م): «وتسحب».
(٤) سورة الإسراء آية ٣٧.