وهج ذلك وعظم نفحاته (١) كما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إن شدة الحر (٢) من فيح جهنم».
وقال الجاحظ (٣) : «حدثني جماعة من القوابل أن المولود بالأهواز إذا دخلت القابلة إلى المرأة التي تضع ولدها ، إن جنينها يخرج من بطنها فيقع على يد القابلة محموما ، وهذه البلدان لا يستقيم بها الطيب ولا يخرج له بها عرف ولا يوجد له ريح مع كثرة تغير سائر الأشياء واستحالتها / عن طبائعها والنوم على السطوح ورش الأفنية والبيوت وشرب الماء بالثلوج وتبريد الماء في القوارير وتدلية ذلك إلى الآبار ، وريح الطبائخ والقدور والشواء (٤) لا يمكن أن يترك ليلة إلا وقد أصبح فيه [فيح](٥) الرائحة وكره الذوق والتكّرج (٦) والتغير لسائر ما يطبخ ويصلح من ذلك وإذا طبخ بصنعاء قدر اسفندياج وبصلية ومضيرة أكلت خمسة أيام في الصيف وخمسة عشر يوما في الشتاء ، وهذا لا يمكث إلا ساعة وقد تغير ، وكذلك الشواء يقيم بصنعاء خمسة أيام لا يتغير ولا يريح ، فأما ما يطبخ بالخل الصادق الحموضة ويقلى قليا جيدا [فإنه يمكث ما شاء صاحبه مدة طويلة. فأما ما كان خله ليس جيدا نقف الحموضة](٧) فإنه يمكث شهرا أو أكثر».
وحدثني من أثق به أنهم طبخوا ليلة الفطر من رمضان قدورا من لحم
__________________
(١) «وعظم نفحاته» ليست في مب.
(٢) «إن شدة الحر» ساقطة في مب. وفي صف : «إن الحمى من فيح جهنم».
(٣) انظر ما يشبه بعض هذا الحديث عن الأهواز في كتاب الحيوان للجاحظ ٣ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، ٤ / ١٤٠ ـ ١٤٣.
(٤) صحفت في با إلى «السيول».
(٥) من : حد ، صف ، مب.
(٦) ليست في حد. وتكرج الخبز : فسد وعلته خضرة وتعفن (المحيط).
(٧) من : حد ، س ، مب.