قال عليكم بنسائكم لأن النبي صلىاللهعليهوسلم هو أبو أمته وقد قال تعالى في بعض الآيات (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)(١) وهو أب لهم ، قال قتادة : أمرهم أن يتزوجوا / النساء ، وأراد نبي الله أن يفدي أضيافه ببناته ، قال سعيد : نساؤهم من بناته ، قال مجاهد : هؤلاء بناتي ، النساء. فلما لم ينهوا ولم يزدهم قوله إلا عتوا واستكبارا عما دعاهم إليه وإعراضهم عما عرض عليهم من أمر بناته ، قال عند ذلك : لو أن لي بكم قوة ، أو آوي إلى ركن شديد ، قال : عشيرة ينصرونني عليكم ويعينونني (٢) ويمنعونني منكم لحلت بينكم وبين ما تريدون في أضيافي. فلمّا رأت الرسل ما قد لقيه لوط في شأنهم وما قد لحقه بسببهم قالوا : يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب (أي إنما ينزل بهم العذاب من صبح ليلتك هذه فامض لما تؤمر به وأعرض عن المشركين. قال قتادة : أراد نبي الله ما هو أعجل من ذلك فقالوا له : أليس الصبح بقريب) (٣).
عمر بن سعد ، قال إسحاق ، قال إبراهيم بن خالد الصنعاني ، قال خرجت أنا وداود بن قيس الصنعاني إلى المصلى والاستسقاء فإذا رجل يقرأ سورة هود فلمّا بلغ (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ)(٤) (قال داود : ما سمعت فيها؟ قلت : ما أحفظ فيها شيئا ، قال : بلغني أنه لّما أوحى الله تعالى إلى لوط أن موعدهم الصبح) (٥) ، قال لوط : أوقبل ذلك؟! قال الله تعالى : (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).
__________________
(١) الأحزاب : ٣٣ / ٦ ، وتمامها (... وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً).
(٢) ليست في مب.
(٣) ما بين القوسين سقط في حد.
(٤) انظر الآية فى الصفحة ٣٢٠.
(٥) ما بين القوسين سقط في مب.