ببعض الأخبار التي أشرنا إليها في مواضعها من الكتاب ونقلت عنه وحده ـ على الأغلب ـ كولاية المغيرة بن شعبة لصنعاء (١) ، وأصبح كتابه مصدرا لمؤرخين لاحقين كالجندي في كتابه السلوك المتقدم ذكره (٢) ، وابن سمرة الجعدي في (طبقات فقهاء اليمن) ، ويحيى بن الحسين في (غاية الأماني) (٣) ، وغيرهم ..
والكتاب بعد ذلك مليء بالروايات والأحاديث التي ينقل كثيرا منها يمنيون من أصل فارسي هم (الأبناء) الذين خصّ المؤلف بعضهم بأهم التراجم وأطولها ، ولعل هذا مما يؤكد أن أسرة المؤلف قدمت إلى اليمن في وقت متأخر ، وأن إحساسه العنصري كان لا يزال قويا مما جعله يعطف على بني جنسه الأوائل ، بعكس ما لو كان ممن قدم من الفرس مع (سيف بن ذي يزن) قبل ذلك بنحو أربعة قرون ، ولعل من المهم هنا الإشارة إلى أن قضية (الأبناء) في اليمن لا زالت موضوعا مغلقا يستحق الدراسة والبحث كغيرها من القضايا التاريخية في اليمن بشكل خاص وقضايا التاريخ العربي بشكل عام.
أما منهج المؤلف في كتابه فقد رسمه في مقدمته للكتاب بتحديده المواضيع التي سيتناولها (ص ٦٣ ـ ٧٣) وقد اعتمد أسلوب المحدثين ومنهاجهم طريقا في نقل الخبر والرواية أو الحديث ، وهو أسلوب له قواعده وأصوله التي تميز بها التراث الإسلامي واستخدمها المؤرخون العرب الأوائل. والمؤلف يضيف مشاهداته ومعلوماته الخاصة فيؤكد خبرا أو ينفي آخر.
__________________
(١) راجع ص ٢١١ من الكتاب.
(٢) راجع ما سبق ، ص ٢٥ ، حاشية (١).
(٣) راجع مقدمة (غاية الأماني).