والتفسير المنقول عن الصحابة والتابعين ذوي الأصول اليمنية أو المتيمنة بشكل أساسي.
والكتاب قبل ذلك تغنّ بصنعاء (مدينة سام بن نوح) وعراقتها ، وعظمتها ، ومجدها الغابر ، وهي كما ينقل المؤلف عن الهمداني المتحمس ليمنيته «إحدى جنان الأرض عند كافة الناس» (الإكليل ٨ / ١٠) ، بل هي في نظر المؤلف أكثر من ذلك : «فمن قال إن بقعة أطيب من صنعاء فلا تصدقه!». بل يذهب إلى أن الأساطير ـ التي كانت تبهر خيال القدماء ـ ليست وحدها هي التي دللت على ذلك ، إنما مجدها وعظمتها مستمران عبر التاريخ ، فقد ورد فيها أقوال إسلامية كثيرة من أحاديث نبوية يشير بعضها إلى أن صنعاء محفوظة في الجاهلية والإسلام (ص ٩١ ـ ٩٣ و ١٠٣ ـ ١٢٣) ، «وبأن الدنيا لن تذهب حتى تصير صنعاء أعظم مدينة في العرب ..».
ويهتم المؤلف من تأكيد الأخبار والأساطير فينقل أرقاما خيالية عن عدد سكان صنعاء وبيوتها ، ودور العبادة فيها في الماضي البعيد ، فأفادنا فائدة عظيمة في حديثه عن المدينة في زمنه أو قبله بقليل حيث ينقل إحصاءات معقولة توضح الوضع السكاني والعمراني لصنعاء في ذلك الوقت (انظر ص ١٦٣ ـ ١٦٤).
أما ما ينقله المؤلف من أخبار وحوادث تاريخية ـ وهي قليلة بالنسبة للمواضيع الأخرى ـ فلا يخرج في سرده لها عن الروايات التقليدية المعروفة ، كخبر الأسود العنسي (ص ١٢٤ ـ ١٢٦) ؛ وخبر دخول علي بن الفضل القرمطي صنعاء سنة ٣٩٣ ه وتصويره بالمارق المبيح للمحرمات ، وهي نظرة لا زالت في حاجة إلى المراجعة وإلى الكثير من الإنصاف.
وقد انفرد المؤلف بكثير من التراجم اليمنية لم تعرف عند غيره ، كما انفرد