قال أبو عمران موسى : لا نعلم في الأرض أحدا روى حديث ابن عبّاس عن النبي صلىاللهعليهوسلم غير محمّد بن عبّاد (١).
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن عثمان الطرازي بنيسابور ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن حسنويه المقرئ ، حدّثنا أبو الحسين مسلم بن الحجّاج ، حدّثنا محمّد بن عبّاد ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن جده : أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن ، فقال : «بشرا ويسرا ولا تنفرا» وأراه قال : «تطاوعا» فلما ولي أبو موسى ، قال : يا رسول الله إنّ لهم شرابا من العسل يطبخ حتى يعقد ، والمزر من الشعير. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أسكر عن الصلاة فهو حرام». فلما قدما اليمن نزلا بيتين (٢) فتناظرا قيام الليل ، فقال أبو موسى : أنا أقوم أول الليل وأنام آخره ، فقال معاذ : وأنا أنام أول الليل وأقوم آخره ، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. قال : وجاء معاذ وعند أبي موسى رجل. فقال : هذا كان كافرا فأسلم ثم ارتد. فقال معاذ : لا أنزل ـ أو لا أجلس ـ حتى يقتل. قال : فقتل(٣).
أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ. قال : سمعت أبي وقلت له شيئا رواه ابن عبّاد عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى : أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما وجه أبا موسى إلى اليمن؟ قال : كذب وباطل ، إنما روى هذا الشّيبانيّ عن سعيد بن أبي بردة. قال : ولم يرو عمرو بن دينار عن أبي بردة ، ولا عن سعيد بن أبي بردة شيئا ، وأنكره جدّا. قلت لأبي : وسفيان عن عمرو (٤) بن دينار؟ قال : ذكروا عند ابن عبّاس القدرية فقال ابن عبّاس : لو أن هاهنا منهم أحدا لفعلت به؟ قال : هذا سمعته من سفيان. فقلت : ففيه كما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم للذي سأله فقال : «أن يؤمن بالقدر خيره وشره (٥)». أو شيء مرفوع. قال : لا! وأنكره.
__________________
(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٣٩.
(٢) في الأصل كلمة غير مقروءة وأثبتناها من تهذيب الكمال.
(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٣٨ ، ٤٣٩.
(٤) «أبي بردة ، ولا عن سعيد بن أبي بردة شيئا ، وأنكره جدا ، قلت لأبي : وسفيان عن عمرو» ساقطة من المطبوعة والأصل وأكملناه من تهذيب الكمال.
(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٤١.