وقال جدي : حدّثني مفضل ، قال : قال الواقديّ : لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى بها من شهرتها بالمدينة ، يقال : هذه ألواح ابن واقد (١).
أخبرنا الصّوريّ ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الذهلي ، حدّثنا موسى بن هارون قال : سمعت مصعبا الزّبيري يذكر الواقديّ فقال : والله ما رأينا مثله قط. قال مصعب : وحدّثني من سمع عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ يقول : كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلّا الواقديّ (٢).
أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة ، حدّثني القاضي أبو عبد الله المقدمي ، حدّثنا أبو موسى ـ أظنه الزمن ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن الحسن بن عمرو ، عن غالب ابن عبّاد ، عن قيس بن جبير النهشلي ، عن عمر : في العمة والخالة. قال أبو موسى : فقدم علينا مؤمل بن إسماعيل فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبة فأنكرناه عليه ، ثم قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزّبيري فحدّثنا به عن قيس بن جبير فأنكرناه أيضا عليه وقلنا له : إنما هو قيس بن حبير فأنكر ذلك. وقال : نحن أعلم بهذا الحديث هو قيس ابن جبير ، قال المقدمي : فسمعت الرمادي يقول : لما حدّث به أبو أحمد ومؤمل مخالفا عبد الرّحمن بن مهدي أتى أصحاب الحديث محمّد بن عمر الواقديّ فقالوا : نسأله عنه لعله قد سمعه من الثّوري فإنه حافظ ، فقالوا : سلوه ولا تلقنوه. فقالوا له : حديث رواه الثّوري عن الحسن بن عمرو عن غالب عن رجل عن عمر في العمة والخالة : أتعرف الرجل من هو؟ فقال : قد سمعته من الثّوري وهو رجل ليس بمشهور فدعوني أتذكره لكم ، فاستلقى على قفاه ثم قال : هو عن قيس. فقالوا : نعم قيس ابن من؟ ففكر طويلا فقال : قيس بن حبتر لا شك فيه.
حدّثني الصّوريّ ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر ، حدّثني إبراهيم بن جابر. قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : قال الشاذكوني : كتبت ورقة من حديث الواقديّ ، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلّا ابن مهدي عن مالك ، ثم أتيت بها الواقديّ فحدّثني إلى أن بلغ الحديث. قال : فتركني ثم قام فدخل ثم خرج فقال لي هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك
__________________
(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٩٠.
(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٩. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٤.