وهكذا روى هذا الحديث عبد الله بن أيّوب بن زاذان القربي عن عمر بن موسى وهو غريب جدا ، تفرد برفعه حجّاج بن أرطاة عن الأعمش. وتفرد به عمر بن موسى عن حمّاد بن سلمة عن حجّاج. ورواه شعبة عن الأعمش فوقفه كذلك.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد الزينبي حدّثنا خالد ـ يعني ابن الحارث ـ حدّثنا شعبة عن سليمان قال سمعت عبد الله بن مرة يحدّث عن أبي معمر عن أبي بكر. قال : «كفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق ، وكفر بالله ادعاء نسب لا يعرف» (١).
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : ومحمّد بن غالب بن حرب التّمّار. المعروف بالتمتام كتب الناس عنه ، ثم رغب أكثرهم عنه لخصال شنيعة في الحديث وغيره.
حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السّهمي يقول ـ وسئل الدار قطني عن محمّد بن غالب تمتام ـ فقال : ثقة مأمون ، إلا أنه كان يخطئ ، وكان وهم في أحاديث ، منها أنه حدّث عن محمّد بن جعفر الوركاني عن حمّاد بن يحيى الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن حصين عن النبي صلىاللهعليهوسلم. قال : «شيبتني هود وأخواتها» (٢). فأنكر هذا الحديث عليه موسى بن هارون وغيره ، فجاء بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي فأوقفه عليه ، فقال إسماعيل القاضي : ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة ، فلو تركته لم يضرك. فقال تمتام : لا أرجع عما في أصل كتابي. قال حمزة : وسمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : كان يتقي لسان تمتام.
قال أبو الحسن : والصواب أن الوركاني حدّث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين أن النبي صلىاللهعليهوسلم. قال : «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» (٣) وحدّث على أثره عن حمّاد بن يحيى الأبح عن يزيد الرّقاشيّ عن أنس أن النبي صلىاللهعليهوسلم. قال : «شيبتني هود» (٤)
__________________
(١) انظر السابق.
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٢٩٧. والمستدرك ٢ / ٣٤٣. والمعجم الكبير للطبراني ١٧ / ٢٨٧. ودلائل النبوة ١ / ٣٥٨. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ٥٥٠ ، ١٠ / ٤٦١. ومجمع الزوائد ٧ / ٣٧.
(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٩ / ١٠٩. وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة باب ٨. وفتح الباري ٨ / ٦٠ ، ١٣ / ١٢٣.
(٤) سبق تخريجه.