بغدادي اسمه محمّد ، يعد في الزهاد ، له أحاديث وحكايات. حدّث عنه : علي بن عبد الحميد الغضائري ، وأبو عبد الله بن الجرّاح الضراب ، وغيرهما.
حدّثنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن القاسم العبدي ، حدّثنا أبو إسحاق بن برية الهاشمي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن أبي الورد قال : سمعت بشر ابن الحارث يقول : رحلت إلى عيسى بن يونس ماشيا على قدمي ، فأكرمني وأدناني فقال : معك شيء تسأل عنه؟ قلت نعم ، حديث الحسن عن عائشة. فقال : نعم حدّثنا عمرو بن عبيد ـ المحدث المذموم ـ عن الحسن ، عن عائشة أنها قالت : يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال : «نعم ، جهاد لا قتال فيه ، الحج والعمرة» (١).
حدّثنا عبد الله بن علي القرشيّ ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسن اليقطيني ، حدّثنا علي بن عبد الحميد الغضائري ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن أبي الورد قال : حدّثنا سعيد بن منصور ، حدّثنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أن قل لفلان العابد : أما زهدك في الدّنيا فتعجلت راحة نفسك ، وأما انقطاعك إلىّ فتعززت بي ، فما ذا عملت فيما لي عليك؟ قال : يا رب وما ذا لك عليّ؟ قال : هل عاديت في عدوا؟ أو هل واليت فيّ وليا» (٢).
أخبرني أبو محمّد الحسن بن أحمد الحربي حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان أن أبا الفضل العبّاس بن يوسف الشكلي حدثهم قال سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن أبي الورد يقول : إن لله عبادا لم يكونوا عرفوه ، فلما عرفوه جدوا ؛ فلما جدوا كدوا ، فلما كدوا كلفوا ، فلما كلفوا دنفوا ، فلما دنفوا تلفوا.
حدّثنا أبو عمرو الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ حدّثنا أبو بكر بن مالك حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي قال سمعت أبا الحسن بن أبي الورد يقول : من لم يتخط عقله الدّنيا ، خيفت الدّنيا على عقله.
حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أبو الحسين بن المنادي قال : وأبو الحسن محمّد بن محمّد المعروف بحبشي بن أبي الورد ، ما زال مشهورا بالورع والزهد والفضل ؛ والانكماش في العبادة حتى فارق الدّنيا.
__________________
(١) انظر الحديث في : حلية الأولياء ١٠ / ٣١٦. وسنن البيهقي ٤ / ٣٥٠.
(٢) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٣ / ٤٨ ، ١٠ / ٣١٦. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٢٠ ، ١٢١. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٩٧.