أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين العطّار ـ قطيط ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشّيبانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى بن العراد الكبير ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمون البصريّ ، حدّثنا أبو شعيب حميد بن شعيب ، حدّثني أبو جميلة ، عن أبان بن تغلب ، عن محمّد بن علي أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «قال الله تعالى : ما تحبب إلىّ عبدي بأحب إلىّ من أداء ما افترضت عليه» (١). وذكر الحديث.
سمعت من يذكر ان أبا المفضل لما حدّث عن ابن العراد قيل له : من أيها سمعت من الأكبر أو الأصغر؟ ـ وكانا أخوين ـ فقال : من الأكبر ، فسئل عن السنة التي سمع منه فيها فذكر وقتا مات ابن العراد الأكبر قبله بمدة ، فكذّبه الدّارقطنيّ في ذلك ، وأسقط حديثه.
وقال لي الأزهريّ : كان أبو المفضل دجالا كذابا ، ما رأينا له أصلا قط ، وكان معه فروع فوائد قد خرجها في مائة جزء فيها سؤالات كل شيخ. ولما حدّث عن أبي عيسى بن العراد كذبه الدّارقطنيّ في روايته عنه ، لأنه زعم أنه سمع منه في سنة عشر وثلاثمائة ، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثمائة.
كذا قال لي الأزهريّ وهو خطأ ؛ كانت وفاة أبي عيسى في سنة اثنتين وثلاثمائة. قال لي الأزهريّ : وقد كان الدّارقطنيّ انتخب عليه وكتب الناس بانتخابه على أبي المفضل سبعة عشر جزءا. وظاهر أمره أنه كان يسرق الحديث.
وأخبرنا علي بن أبي علي قال : سألت أبا المفضل عن مولده فقال : في سنة سبع وتسعين ومائتين. وأول سماعي الصحيح سنة ست وثلاثمائة.
حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : ذكر لأبي الحسن الدّارقطنيّ أن أبا المفضل الشّيبانيّ حدّث عن العمريّ عن أبي كريز بحديث شعبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس : لا يحرم بالحج إلّا في أشهر الحج ، قال أبو الحسن : حدّث عدو الله بهذا؟ معاذ الله ما حدّث العمريّ بهذا البتّة هو ذا يركب أيضا.
حدّثني الأزهريّ قال : توفي أبو المفضل في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
__________________
(١) انظر الحديث في : كنز العمال ١١٥٩ ، ١٦٧٩