أنه كان كافرا ، ويدل على ذلك كون الصنم في بيته حسبما يذكر. وقال مجاهد : كان مسلما ، واسم امرأة العزيز راعيل بنت رعاييل. وقال السدي : العزيز هو الملك ، واسم امرأته زليخا بنت تمليخا ، ومثواه مكان إقامته وهو كناية عن الإحسان إليه في مأكل ومشرب وملبس. ولام لامرأته تتعلق بقال فهي للتبليغ ، نحو قلت لك : لا باشتراه. عسى أن ينفعنا ، لعله إذا تدرب وراض الأمور وعرف مجاريها نستعين به على بعض ما نحن بصدده ، فينفعنا بكفايته ، أو نتبناه ونقيمه مقام الولد ، وكان قطفير عقيما لا يولد له ، فتفرس فيه الرشد فقال ذلك. وكذلك أي : مثل ذلك التمكين من قلب العزيز حتى عطف عليه ، وأمر امرأته بإكرام مثواه. مكنا ليوسف في الأرض أي : أرض مصر يتصرف فيها بأمره ونهيه ، أي : حكمناه فيها. ولام ولنعلمه متعلقة بمحذوف ، إما قبله لنملكه ولنعلمه ، وإما بعده أي ولنعلمه من تأويل الأحاديث كان ذلك الإنجاء والتمكين ، أو الواو مقحمة أي : مكنا ليوسف في الأرض لنعلمه وكل مقول. والأحاديث : الرّؤيا ، قاله مجاهد. وقيل : أحاديث الأنبياء والأمم. والضمير في على أمره الظاهر عوده على الله قاله ابن جبير ، لا يمنع عما يشاء ولا ينازع فيما يريد ، ويقضي. أو على يوسف قاله الطبري ، أي : يديره ولا يكله إلى غيره. قد أراد إخوته به ما أرادوا ، ولم يكن إلا ما أراد الله ودبره ، وأكثر الناس المنفي عنهم العلم هم الكفار قاله ابن عطية. وقال الزمخشري : لا يعلمون أن الأمر بيد الله ، وقيل : المراد بالأكثر الجميع أي : لا يطلعون على غيبه. وقيل : المراد بأكثر الناس أهل مصر ، وقيل : أهل مكة. والأشد عند سيبويه جمع واحدة شدة وأشد كنعمة وأنعم. وقال الكسائي : شد وأشد نحو صك وأصك ، وقال الشاعر :
عهدي به شد النهار كأنما |
|
خضب البنان ورأسه بالعظلم |
وزعم أبو عبيدة أنه لا واحد له من لفظه عند العرب والأشد بلوغ الحلم قاله : الشعبي ، وربيعة ، وزيد بن أسلم ، أو سبعة عشر عاما إلى نحو الأربعين قاله الزجاج ، أو ثمانية عشر إلى ستين أو ثمانية عشر قاله عكرمة ، ورواه أبو صالح عن ابن عباس ، أو عشرون قاله الضحاك ، أو إحدى وعشرون سنة أو ثلاثون أو ثلاثة وثلاثون قاله مجاهد وقتادة ، ورواه ابن جبير عن ابن عباس ، أو ثمان وثلاثون حكاه ابن قتيبة ، أو أربعون قاله الحسن. وسئل الفاضل النحوي مهذب الدين محمد بن علي بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الخيمي عن الأشد فقال : هو خمس وثلاثون ، وتمامه أربعون. وقيل : أقصاه اثنان وستون. والحلم الحكم ، والعلم النبوّة. وقيل : الحكم بين الناس ، والعلم : الفقه في