السابع على الترتيب ، بل أحدها. وقدت يحتمل أن يكون معطوفا على واستبقا ، ويحتمل أن يكون حالا أي : وقد قدّت جذبته من خلفه بأعلى القميص من طوقه ، فانخرق إلى أسفله. والقدّ : القطع والشق ، وأكثر استعماله فيما كان طولا قال :
تقدّ السلوقي المضاعف نسجه |
|
وتوقد بالصفاح نار الحباحب |
والقط : يستعمل فيما كان عرضا ، وقال المفضل بن حرب : رأيت في مصحف قط من دبر أي شق. قال يعقوب : الشق في الجلد في الصحيح ، والثوب الصحيح. وقال ابن عطية : وقرأت فرقة قط. وألفيا سيدها أي : وجدا وصادفا زوجها وهو قطفير. والمرأة تقول لبعلها : سيدي ، ولم يضف إليهما ، لأن قطفير ليس سيد يوسف على الحقيقة. ويقال : ألفاه ووارطه وصادفه ووالطه ولاظه ، كله بمعنى واحد. قيل : ألفياه مقبلا يريد أن يدخل ، وقيل : مع ابن عم المرأة. وفي الكلام حذف تقديره : فرابه أمرهما وقال : ما لكما؟ فلما سأل وقد خافت لومه ، أو سبق يوسف بالقول ، بادرت أن جاءت بحيلة جمعت فيها بين تبرئة ساحتها من الريبة ، وغضبها على يوسف وتخويفه طمعا في مواقعتها خيفة من مكرها ، كرها لما آيست أن يواقعها طوعا ألا ترى إلى قولها : ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن؟ ولم تصرح باسم يوسف ، بل أتت بلفظ عام وهو قولها : ما جزاء من أراد ، وهو أبلغ في التخويف. وما الظاهر أنها نافية ، ويجوز أن تكون استفهامية أي : أيّ شيء جزاؤه إلا السجن؟ وبدأت بالسجن إبقاء على محبوبها ، ثم ترقت إلى العذاب الأليم ، قيل : وهو الضرب بالسوط. وقولها : ما جزاء أي : إن الذنب ثابت متقرر في حقه ، وأتت بلفظ بسوء أي : بما يسوء ، وليس نصا في معصية كبرى ، إذ يحتمل خطابه لها بما يسوؤها ، أو ضربه إياها. وقولها : إلا أن يسجن أو عذاب ، يدل على عظم موقع السجن من ذوي الأقدار حيث قرنته بالعذاب الأليم.
وقرأ زيد بن علي : أو عذابا أليما ، وقدره الكسائي أو يعذب عذابا أليما. ولما أغرت بيوسف وأظهرت تهمته احتاج إلى إزالة التهمة عن نفسه فقال : هي راودتني عن نفسي ، ولم يسبق إلى القول أولا سترا عليها ، فلما خاف على نفسه وعلى عرضه الطاهر قال : هي ، وأتى بضمير الغيبة ، إذ كان غلب عليه الحياء أن يشير إليها ويعينها بالإشارة فيقول : هذه راودتني ، أو تلك راودتني ، لأنّ في المواجهة بالقبيح ما ليس في الغيبة. ولما تعارض قولاهما عند العزيز وكان رجلا فيه إناءة ونصفة ، طلب الشاهد من كل منهما ، فشهد شاهد