ويندرجون هم في الصابرين. ونحوه : (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ) (١) (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) (٢) ولما خير المخاطبون في المعاقبة والصبر عنها عزم على الرسول صلىاللهعليهوسلم في الذي هو خير وهو الصبر ، فأمر هو وحده بالصبر. ومعنى بالله : بتوفيقه وتيسيره وإرادته. والضمير في عليهم يعود على الكفار ، وكذلك في يمكرون كما قال : (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) (٣) وقيل : يعود على القتلى الممثل بهم حمزة ، ومن مثل به يوم أحد. وقرأ الجمهور : في ضيق بفتح الضاد. وقرأ ابن كثير : بكسرها ، ورويت عن نافع ، ولا يصح عنه ، وهما مصدران كالقيل والقول عند بعض اللغويين. وقال أبو عبيدة : بفتح الضاد مخفف من ضيق أي : ولا تك في أمر ضيق كلين في لين. وقال أبو علي : الصواب أن يكون الضيق لغة في المصدر ، لأنه إن كان مخففا من ضيق لزم أن تقام الصفة مقام الموصوف إذا تخصص الموصوف ، وليس هذا موضع ذلك ، والصفة إنما تقوم مقام الموصوف إذا تخصص الموصوف من نفس الصفة كما تقول : رأيت ضاحكا ، فإنما تخصص الإنسان. ولو قلت : رأيت باردا لم يحسن ، وببارد مثل سيبويه وضيق لا يخصص الموصوف. وقال ابن عباس ، وابن زيد : إنّ ما في هذه الآيات من الأمر بالصبر منسوخ ، ومعنى المعية هنا بالنصرة والتأييد والإعانة.
__________________
(١) سورة الشورى : ٤٢ / ٤٠.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ٢٣٧.
(٣) سورة المائدة : ٥ / ٦٨.