الآن (١) ، والله يعين على كل أمر يحصل منه نفع لجيوش العرب. وقد توجه صقر عند ٢ / ٦٩ () (٢) ، لأن (٣) / المذكور بعيد عنا نحو ثلاث ساعات ليتكلم معه ، فيكون معكم علم بذلك والسلام.
فسررنا من هذا الكتاب إذ تأكدت لنا صداقة صقر. وثاني يوم رحل من أمامنا ونحن أيضا رحلنا لأن الأرض قد امتلأت بالأوساخ ولم يبق فيها مرعى. فتقدمنا إلى الأمام نحو عشر ساعات ونزلنا بأرض يقال لها مقتل العبد على شط العرب ، فأقمنا ثمانية أيام وإذ حضر عندنا صقر وابنه ، وأخبرنا أنه استطاع أن يجلب بعض القبائل إلى طرفنا وأضاف أن هذا الأمر لا يتمل بالعجل ، لأن أمامنا عربانا لا تحصى ولا تعد ، وكل واحد برأي وعقل يختلف عن الآخر ، وإذ أردنا الدخول هذه السنة نتعب ويحصل لنا هموم وحروب وسفك دماء كثيرة ، [وقال] : والرأي عندي أن أبقى بالمشرق هذه السنة ، وأعدّ (٤) لكم هذه الأمور كما يجب وحين تشرّقون من بلاد سورية يكون كل شيء جاهزا وفق مرادكم ، فتدخلون الأراضي وتصلون إلى الأماكن التي تريدونها ، وتكشفون عما تريدون ، وتفهمون جميع ما ترغبون ، ويصير كل شيء حسب مطلوبكم إن شاء الله ، ولكن بالتأنّي وطول البال ، وقد بذلت كل جهدي لأنكم وصلتم إلى هنا ، وكابدتم من المشقات والأتعاب ما لستم معتادين عليه ، لتقضوا مطلوبكم وترجعوا إلى سورية وتتموا الأمور المنوطة بكم. ولكن تحقيق ذلك غير ممكن الآن ، وأنا أقوم مقامكم بل أحسن منكم ، إذ كما يقول المثل الشجر لا يقطعها إلا فرع منها. فاعتمدنا على رأيه وجلس عندنا نهارا واحدا ، ثم ودعناه وأفهمناه جميع الأمور اللازمة وسافر بالسلامة.
__________________
(١) كذا بالحرف الواحد ، والمعنى : عرفنا القليل ولكن ما عرفناه يكفينا الآن.
(٢) في المخطوطة : ضويحي ابن حبس (؟) إلا أن الصائغ شطب الاسم بالحبر مرارا ولم يضع مكانه اسما آخر.
(٣) هنا ابتداء الكراسة نمرة ٩.
(٤) «اطبخ».