الجبال واقترب غيرهم من ساحل البحر. وأما الدريعي فقد صعب عليه ذلك جدا ٢ / ٩٢ أولا بسبب عار الكسرة ، وثانيا لأن جيش أبو نقطة الذي كان أمام / جيش الباشا ارتدّ علينا وكثر عدونا وزادت قوته واشتد الحرب وزاد قساوة ، وانعقد الغبار إلى الجو الأعلى وانخلط العربان بعضهم ببعض ، وعقد ضرب السيف فيما بينهم حتى تصبغت الأراضي بالدماء وجرت مثل سيول المياه ، وصار نهار وملحمة ما جرى قط نظيرهما.
وأقمنا على هذا الحال ثمانية أيام بعد إنكسار الباشا ونحن ثابتون أمام العدو. وأما أهالي حماة فإنهم قطعوا مواردهم عنا ، وجلسوا في البلد بكل تحفظ ، وكانوا يدورون بالبلد ليلا نهارا ، بينما كان أهالي القرى يواصلونهم دائما بالأخبار الرديئة عنا. وكانوا يسمعون كل يوم ، مرتين أو ثلاث مرات أن الدريعي قد انكسر ، وصار الخبر أيضا بدمشق وخاف أهاليها أيضا من هذا الخبر الشنيع.