السلقا (١) ، عشيرته تحتوي على ثلاثة آلاف بيت ، وأيضا نعيمان ابن فهد ، شيخ قبيلة المساعيد ، عشيرتة تحتوي على ثلاثة آلاف وخمس مئة بيت ، وأيضا امعضي ابن عيده ، أمير السبعة ، عشيرته تحتوي على أربعة آلاف بيت ، وأيضا شطي ابن عرب ، أمير قبيلة بني وهب (٢) ، عشيرته تحتوي على خمسة آلاف بيت ، وأيضا اشتيوى (٣) ابن طيار ، شيخ قبيلة الفكاكا ، عشيرته تحتوي على ألف وخمس مئة بيت.
ثم بعد ذلك قال لهم الدريعي ابشروا يا أحبابنا ، إن جميع ما راح لكم من بيوت وسائمة وغير وغير تفضلوا استلموها ، لأن عبد الله الخطيب تعهد لكم بردها ، وقوله من قولنا وقولنا من قوله. فجميع ما تعرفونه أنه حقيقة لكم خذوه من غير ممانعة. فشكروا فضله واستكثروا بخيره (٤). وبالحال ابتدأ عربانهم يجتازون إلى الجزيرة من مقطع الحلة ، لأن هناك أشياء كثيرة مخلوطة في بعضها لا يمكن للرجال أن تفرق بينها ، بل يجب حضور النساء حتى تعرف كل واحدة منهن بيتها وحوائجها وجمالها. فالنتيجة حضر الجميع وأخذوا يستلموا ما هو لهم. وكثرت العربان في الحلة حتى اضطر سكان الحلة أن يهربوا من كثرة العربان وضجيجهم. فأقمنا خمسة أيام في تعب عظيم حتى عرف كل واحد رزقه وأخذ ماله ، وانفصلوا عن بعضهم بعد غوشة وعياط وضجيج وقتال صغار العربان مع بعضهم ، بسبب ٢ / ٩٦ اختلاط الجمال والغنم بعضها ببعض. وعلى كل جمل / وغنمة كان يقع العياط.
والنتيجة أنه حصل لنا تعب كبير بسبب هذه الشعوب ، وهي تقدّر ، ما بين عربنا وعربهم ، بنحو مئتي ألف نسمة من رجال ونساء وأولاد. أما الجمال والأغنام فلا يعرف عددها سوى ربنا. وهي مختلطة بعضها ببعض. والشيء الذي سهّل الأمور نوعا ما ، أن لكل قبيلة وسما أي علامة (٥) ، يكون بالنار على أفخاذ الجمال : لكل قبيلة علامة عامة تسمى وسم العشيرة ، وإلى جانب وسم العشيرة العام وسم ثان خاص بصاحب الجمال. ولكن من كثرة هذه الوسوم تتقارب العلامات وتشبه بعضها بعضا ، فيحدث القتال لأجل ذلك.
__________________
(١) «السلكة» ، من عنزة.
(٢) بني وهب : من ضنا مسلم ، فرع من عنزة.
(٣) اشتيوي أم أسطوي؟.
(٤) أي قالوا له : «الله يكثر خيرك».
(٥) «نيشان».