بحيث يتجاوز الحدين (١) قبله (٢) ، وإلا أتم وإن قصّر الصلاة على أصح الأقوال لدلالة النص الصحيح عليه ، ولا اعتبار بتبييت نية السفر ليلا.
(السادسة. الشيخان) ذكرا وأنثى (إذا عجزا) عن الصوم أصلا ، أو مع مشقة شديدة (فديا) عن كل يوم (بمد ، ولا قضاء عليهما) (٣) ...
______________________________________________________
ـ بن جعفر المروزي عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام (عن الرجل ينوي السفر في شهر رمضان فيخرج من أهله بعد ما يصبح ، قال : إذا أصبح في أهله فقد وجب عليه صيام ذلك اليوم ، إلا أن يدلج دلجة) (١) والدلجة هو السير من آخر الليل ، وخبر علي بن يقطين عن أبي الحسن موسى عليهالسلام (في الرجل يسافر في شهر رمضان ، أيفطر في منزله؟ قال : إذا حدث نفسه في الليل بالسفر أفطر إذا خرج من منزله ، وإن لم يحدث نفسه من الليلة ، ثم بدا له في السفر من يومه أتم صومه) (٢) ، ومثله خبر أبي بصير (٣).
وهذه الأخبار ضعيفة السند لاشتمال الأولى على علي بن أحمد بن أشيم وهو مجهول ، وعلى كون الثالثة مرسلة ، وعلى كون الثانية في طريقها بعض الفطحية ، وعليه فلا تقاوم النصوص الصحيحة المتقدمة باشتراط الخروج قبل الزوال فقط.
(١) أي خفاء الأذان وتواري الجدران.
(٢) قبل الزوال.
(٣) للنصوص منها : صحيح عبد الملك بن عتبة الهاشمي (سألت أبا الحسن عليهالسلام عن الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة التي تضعف عن الصوم في شهر رمضان ، قال : يتصدق عن كل يوم بمد من حنطة) (٤) وصحيح ابن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام (الشيخ الكبير والذي به العطاش لا حرج عليهما أن يفطرا في شهر رمضان ، ويتصدق كل واحد في كل يوم بمد من طعام ، ولا قضاء وعليهما ، فإن لم يقدرا فلا شيء عليهما) (٥).
وعن المفيد والمرتضى إن عجزا عن الصوم سقطت الفدية كما يسقط الصوم ، وإن أطاقاه بمشقة شديدة وجبت الفدية ، واختاره العلامة والشهيد الثاني في المسالك والروضة هنا.
والأخبار المتقدمة بإطلاقها حجة عليهم ، نعم استدل لهم على هذا التفصيل بقوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعٰامُ مِسْكِينٍ) (٦) ، ومفهومه سقوط الفدية عن الذين لا يطيقونه ، وهو حسن لو لا إطلاق الأخبار المتقدمة.
__________________
(١ و ٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب من يصح منه الصوم حديث ٦ و ١٠ و ١٢.
(٤ و ٥) الوسائل الباب ـ ١٥ ـ من أبواب من يصح منه الصوم حديث ٤ و ١.
(٦) سورة البقرة الآية : ١٨٤.