إليها وإن وصل إلى مكة (١) ، (داعيا) حالة الهرولة (بالمرسوم) وهو : اللهم سلّم عهدي ، واقبل توبتي ، وأجب دعوتي واخلفني فيمن تركت بعدي (٢).
(القول في مناسك منى). جمع منسك ، وأصله موضع النسك وهو العبادة ، ثم أطلق اسم المحل على الحال. ولو عبّر بالنسك كان هو الحقيقة ، ومنى بكسر الميم والقصر اسم مذكر منصرف قاله الجوهري ، وجوز غيره تأنيثه. سمّي به المكان المخصوص لقول جبرائيل (ع) فيه لإبراهيم (ع) : تمنّ على ربك ما شئت (٣).
ومناسكها (يوم النحر) ثلاثة (وهي رمي جمرة العقبة) (٤) التي هي أقرب الجمرات
______________________________________________________
ـ يرجع حتى يسعى ، فقال له ابنه : لا اعرفه ، فقال له : سل الناس) (١).
(١) لمرسل الحجال عن أبي عبد الله عليهالسلام (مر رجل بوادي محسّر فأمره أبو عبد الله عليهالسلام بعد الانصراف إلى مكة أن يرجع فيسعى) (٢).
(٢) لصحيح معاوية المتقدم ولكن فيه (واخلفني بخير فيمن تركت بعدي).
(٣) أورد الصدوق في علل الشرائع عن ابن سنان عن الإمام الرضا عليهالسلام لما سئل عن سبب تسمية منى قال عليهالسلام (إن جبرئيل عليهالسلام قال هناك لإبراهيم عليهالسلام : تمنّ على ربك ما شئت ، فتمن أن يجعل الله مكان ولده اسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له ، فأعطاه الله مناه) (٣).
(٤) الرمي أولا ثم الذبح ثم الحلق بلا خلاف فيه ، كما عن التذكرة والمنتهى ، أما وجوب الذبح والحلق فسيأتي الكلام فيه ، وأما رمي جمرة العقبة فللأخبار منها : صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (خذ حصى الجمار ثم ائت الجمرة القصوى التي عند العقبة فارمها من قبل وجهها ، ولا ترمها من أعلاها ، وتقول والحصى في يدك : اللهم هؤلاء حصاتي فاحصهنّ لي وارفعهنّ في عملي ، ثم ترمي فتقول مع كل حصاة : الله أكبر ، اللهم ادحر عني الشيطان ، اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك ، اللهم اجعله حجا مبرورا وعملا مقبولا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا ، وليكن فيما بينك وبين الجمرة قدر عشرة أذرع أو خمسة عشر ذراعا ، فإذا أتيت رحلك ورجعت من الرمي فقل : اللهم بك وثقت وعليك توكلت ، فنعم الرب ونعم المولى ونعم النصير ، قال : ويستحب أن ترمي الجمار على طهر) (٤).
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ١٤ ـ من أبواب الوقوف بالمشعر حديث ١ و ٢.
(٣) علل الشرائع ج ٢ ص ١٢٠ حديث ٢ طبع طهران ١٣٧٨.
(٤) الوسائل الباب ـ ٣ ـ من أبواب جمرة العقبة حديث ١.