في قوله : (لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً)(١) قال : أشفقا أن يكون بهيمة ، قال : لئن آتيتنا بشرا سويا.
وعن سمرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إنّ حواء لما حملت كان لا يعيش لها ولد ، فقال لها الشيطان : سمّيه عبد الحارث فإنه يعيش ، فسموه ، فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره (٢) ، فحملت حملا خفيفا تقول : خفيف ، لم يستبن! فمرت به لما استبان حملها».
وعن ابن عباس (٣) :
أن حواء لما حملت جاءها إبليس فقال : إنّي أخرجتكما من الجنّة ، لئن لم تطيعيني لأجعلن لولدك قرنين يشقان بطنك أو لأخرجنّه ميتا ، فقضى الله أن خرج ميتا ، فلما حملت الثاني جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى ، فقضى أن الولد خرج ميتا ، فلما حملت الثالث جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى ، قالت : وما الذي تريد أن نطيعك فيه؟ فقال : سمياه عبد الحارث ، ففعلت ، فقال الله عزوجل : (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما)(٤).
وقال عكرمة :
لم يخص بها آدم ولكنها عامة لجميع الناس.
قال رجل لسعيد بن جبير (٥) :
يا أبا عبد الله : أشرك آدم؟ قال : معاذ الله ، أن نقول أشرك آدم ، إنما ذكر الله في كتابه (فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما)(٦) لأن حواء لما حملت فأثقلت أتاها إبليس فقال لها : أرأيت هذا الذي في بطنك؟ من أين يخرج؟ أمن فيك؟ أم من منخرك؟ أم من
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ١٨٩.
(٢) تاريخ الطبري ١ / ٩٣ والبداية والنهاية ١ / ١٠٧ ـ ١٠٨ وعقب ابن كثير بقوله : المظنون بل المقطوع به أن رفعه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم خطأ والصواب وقفه والله أعلم فالله تعالى إنما خلق آدم وحواء ليكونا أصل البشر وليبث منهما رجالا كثيرا ونساء فكيف كانت حواء لا يعيش لها ولد كما ذكر في هذا الحديث إن كان محفوظا.
(٣) رواه الطبري في تاريخه ١ / ٩٣ ـ ٩٤.
(٤) سورة الأعراف ، الآية : ١٨٩.
(٥) رواه الطبري في تاريخه ١ / ٩٤.
(٦) سورة الأعراف ، الآية : ١٨٩.