فوق المنبر وأنا معه ومعي الراية ، فلما رأى ذلك تشوّف (١) فقال : يا ابن سلمان ويحك ترى بنت الصدّيق كذبتنا؟ قال : قلت في نفسي : لا والله أرى ، فبينما نحن كذلك أقبل فارس على فرسه ، فقال له الحجاج : من أنت؟ قال : قتيبة بن مسلم ، قال : قف مكانك ، قال : وثاب الناس [١٣٧٠١].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرّذاني (٢) ، نا ابن زنجويه (٣) ، نا ابن أبي عباد ، نا ابن عيينة (٤) ، عن منصور بن عبد الرّحمن (٥) ، عن أمه قالت : لما صلب ابن الزّبير دخل ابن عمر المسجد ، وذلك حين قتل ابن الزّبير وهو مصلوب مطروح ، فقيل له : إن أسماء في ناحية المسجد ، فمال إليها ، فقال : إنّ هذه الجثث ليست بشيء ، وإنما (٦) الأرواح عند الله ، فاتقي الله وعليك بالصبر ، فقالت : وما يمنعني وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا أبو الربيع ، نا حماد بن زيد ، ثنا أيوب ، عن ابن أبي مليكة قال (٧) : دخلت على أسماء بعد ما أصيب ابن الزّبير ، فقالت : بلغني أن الرجل صلب عبد الله ، اللهم لا تمتني حتى أوتى به فأحنطه ، وأكفّنه ، فأتيت به بعد ذلك قبل موتها ، فجعلت تحنّطه بيديها وتكفّنه بعد ما ذهب بصرها.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين ، نا عبد الله بن محمّد ، نا البخاري ، نا عبيد الله بن سعيد ، نا سعيد بن عامر ، نا صالح بن رستم أبو عامر الخزّاز (٨) ، عن ابن أبي مليكة ، قال :
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : تشرف ، والمثبت عن المطبوعة ، وتشوّف الرجل : نصب عنقه وجعل ينظر.
(٢) الأصل : الرداني.
(٣) من طريق حميد بن زنجويه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ٣٥٨ ، ومن طريق ابن عيينة في سير الأعلام ٢ / ٢٩٤.
(٤) كذا بالأصل والمطبوعة ، والذي في تاريخ الإسلام : ثنا سفيان بن أبي عيينة» وفي سير الأعلام : ابن عيينة.
(٥) في سير الأعلام : منصور بن صفية.
(٦) الأصل : وأما ، والمثبت عن تاريخ الإسلام وسير الأعلام.
(٧) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ٣٥٩ وسير الأعلام (٣ / ٥٣١) ط دار الفكر.
(٨) تحرفت بالأصل إلى : الجزار. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٢٧.