وهو أن يضرب قبره ويمثّل بجسده من قبل ، وهي الحقيقة التي أنبأ بها صلىاللهعليهوآله :
« ولا أدري ما تُحدثون بعدي ! » فبكى أبوبكر وقال : إنّا لكائنون بعدك ! (١)
ولكنّ أبابكر قال في مرضه الذي مات فيه :
« وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عليهاالسلام ». ولو كان أغلق على حرب » (٢) فندم ، والندم لا يكون إلّا عن ذنب.
هذا مقام حمزة عند رسول الله صلىاللهعليهوآله وكما قيل : ما في الآباء تجده في الأبناء ، ومن يشابه أباه فما ظلم !
فما بالكم يا إخوتنا في الدنيا الدنيّة التي لا شغل شاغل لكم فيها إلّا التحريف والتزوير والطعن ، والافتراء على اُمّة التزمت بما اُمرت به ؟
ماذا تقولون للذين ظُلموا ؟
وبماذا تُجيبون من افتريتم عليهم ؟
غداً تنشر الصحف ، وتوضع الموازين ، وكلّ نفسٍ بما كسبت رهينة.
نحن حين نزور القبور لا نزورها كحجارة أو حديد أو فضة وذهب ، ولا عظام ورفاة ، بل نحن نزور من هم أحياء عند ربهم يرزقون ، نحن نزور تلك الأرواح التي حلّت بفناء تلك القبور ، ..
___________________________________
١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٥ / ٣٧ ـ ٣٨.
٢ ـ شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٤ ، الخصال : ص ١٧١ ح ٢٨٨ ، ونقله المجلسي في البحار : ٣٠ / ١٢٣ ح ٢.