من ذُكرت عنده فلم يُصلِّ عليَّ » (١).
وإليك أخي القارئ ما جاء في خلاصة الكلام : إنّ محمد بن عبدالوهّاب كان ينهى عن الإتيان بالصلاة عل النبيّ صلىاللهعليهوآله ليلة الجمعة ، وعن الجهر بها على المنائر ، وإنّه قتل رجلاً أعمى كان مؤذناً صالحاً ذا صوت حسن ، فنهاه عن الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله في المنارة بعد الأذان ، فلم ينتهِ ، فأمر بقتله ، فقتل ! ثم قال :
« إنّ الرُبابة في بيت الخاطئة أقلّ إثماً ممّن ينادي بالصلاة على النبيّ في المنائر ! ».
وقد حرّم هو زيارة القبور بعد أن أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بزيارتها.
فعن بعض الحكماء : رحم الله إمرءاً لا يغرّه ما يرى من كثرة الناس ، فإنّه يموت وحده ، ويقبر وحده ، ويحاسب وحده.
أنأخذ بقول صاحب الربابة ، أم نأخذ بقول الله تبارك و تعالىٰ : ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٢).
وأورد البخاري في صحيحه : حدّثنا إسماعيل ، حدّثني مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : « لا تقوم الساعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل فيقول : ياليتني مكانه » (٣).
___________________________________
١ ـ معانى الأخبار : ٢٤٦ ، الحديث ٩ ، والبحار : ٩١ / ٥٥ ، الحديث ٢٦.
٢ ـ الأحزاب : ٥٦.
٣ ـ صحيح البخاري : ٨ / ١٠٤ ، ط. عالم الكتب.