وإن كان عن عمد بعد هذه الشواهد من علمائكم ومؤلّفاتكم فأمرنا وأمركم إلى الله ليومٍ تشخص فيه القلوب والأبصار...
إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : « ليس شيء في الجسد إلّا يشكو إلى الله تعالى ، اللسان على حدّته... » (١).
منكم تخرج الحدّة بما يضرّ وينفع ، إنّكم لا تريدون النصحَ ، ولكنّكم تريدون النَيلَ منّا وممّن نتولاهم ، وهذا الثابت لدينا منذ عرفناكم.
اتّقوا الله وكونوا مع الصادقين ، يغفر لكم ذنوبكم ويكفِّر عنكم خطاياكم ، ويُدخلكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أكثر خطايا ابن آدم من لسانه » (٢).
وقال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام : « رحم الله عبداً تكلّم فغَنِم ، أو سكت فسَلِم » (٣).
يا إخوة الإسلام ، كفى اختلافاً في الفروع ، فنحن وإيّاكم نعبد إلهاً واحداً أحداً لا شريك له ، ونشهد أن محمداً صلىاللهعليهوآله عبده ورسوله ، وقبلتنا واحدة ، وكتابنا وكتابكم القرآن ، نحجّ لبيته ، ونطوف كما تطوفون ، نؤدي الزكاة ، ونأكل ونشرب ما أحلّ الله تعالى ، فما بالكم تُكفِّروننا وتُحلّون دماءنا ؟!
___________________________________
١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٠ / ٨٣ ـ ٨٤.
٢ ـ كتاب الصمت واللسان ، ابن أبي الدنيا : ٤٧.
٣ ـ المصدر السابق : ٤٧.