الدنيا والخلْد فيها والجنّة جميعاً ، فقال :
« لا يا أبا مويهبة ، إخترت لقاء ربّي » ، ثم إستغفر لأهل البقيع وإنصرف ، فبدأ بوجعه الذي قبضه الله فيه (١).
تأمل أخي القارئ العزيز :
الناقل والمنقول عنه ؛ من إخواننا أهل السنة ، الناقل شارح نهج البلاغة ، والمنقول عنه الطبري ، والنص واضح لا يقبل الخطأ ، والعقل والنقل بذلك ناهض إن رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول :
« إنّي قد أمرت لأستغفر لأهل البقيع ، فإنطلق معي ».
فلماذا ينتقص من يزور القبور ، ويستغفر لأهلها من الآباء والأمهات ، والأنبياء والأوصياء والصلحاء ، ليأخذ العبر ، ويذكر الموت والآخرة ؟!
يا إخوة الإسلام :
إن فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة ، إستغفروا ربكم إنه كان غفاراً ، وأطلبوا العذر والعفو ممن ظلمتم ، قبل أن تفضحوا في الآخرة على رؤوس الأشهاد !
لا تعلوا على الله في عباده وبلاده ، قال تعالى :
( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٢).
___________________________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ، لإبن أبي الحديد : ١٣ / ٢٧ ، تاريخ الطبري : ٢ / ٦٦٠.
٢ ـ القصص / ٨٣.