قدمت أيديهم يوم لا ينفع ولا بنون...
ونقول لابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ومن تابعهما : لماذا تعصون الله تعالى والرسول الكريم صلىاللهعليهوآله جهراً علناً والله تعالى يقول : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (١). أليس هذا قول الله تعالى ؟!
ويقول جلَّ وعلا : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا ) (٢). أليس هذا قول الله تعالى ؟!
أفي هذا مجال للاجتهاد والنظر ؟ وهل بلغ بكم العلم حتى تفرضوا غير ما فرض الله ؟
ومما أورده أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه قوله :
روى أبو مويهبة مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : أرسل إليَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله في جوف الليل ، فقال :
« يا أبا مويهبة ، إنّي قد اُمرت أن أستغفر لأهل البقيع ، فأنطلق معي » ، فإنطلقت معه ، فلما وقف بين أظهرهم ، قال :
« السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنِ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه !
أقبلتِ الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع آخرها أوّلها ، الآخرة شر من الأولى ».
ثم أقبل عليَّ ، فقال :
« يا أبا مويهبة إنّي قد اُوهبت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها والجنّة ، فخيّرتُ بينها وبين الجنّة ، فاخترت الجنة » ، فقلت : بأبي أنت وأُمّي ! فخذ مفاتيح خزائن
___________________________________
١ ـ الحشر : ٧.
٢ ـ الأحزاب : ٢١.