والحجر بناء محكم مسطَّح !
فإن كان التسطيح حقّاً فالتسنيم باطل. لأنّه خلاف السنّة.
وإن كان التسنيم هو الحقّ فقد خالفتم السنّة.
وقد سلف منّا القول في زيارة رسول الله صلىاللهعليهوآله لقبر اُمّه ، والاستئذان أن يستغفر لها ، ولكنّ الذي يؤسف له أن نرىٰ مثل هذه الأحاديث التي تسيء إلى مقام رسول الله صلىاللهعليهوآله في اُمّه وأبيه ، وهو الذي تحدّر من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام المطهّرة.
ولكن لمّا كان المقام مقام القول في زيارة القبور ، ترجئ التعليق ثانيةً على مسألة الاستغفار ، التي ذكرها القرآن الكريم بقوله تعالى : ( اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ) (١).
وقوله صلىاللهعليهوآله : « واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنّها تُذكِّركم الموت (٢).
هذا صحيح مسلم ، وهو من الصحاح المعتبرة عندكم ، والحديث لا غبار عليه ، والأمر في زيارة القبور واضح.
وفي تحريمكم الزيارة خروج عن سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتحريم ما أحلّ ، وقد قال الله تعالىٰ : ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا... ) (٣)
وجاءت الأحاديث بهذا اللفظ :
___________________________________
١ ـ إبراهيم : ٤١.
٢ ـ صحيح مسلم : ٧ / ٣٩ ، ( باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه ).
٣ ـ الحشر : ٧.