الحقائق » : ١٤١ ، بلفظ : « من زار قبري بعد موتي ».
أيّها القارئ الكريم :
ها هي الأحاديث تنبئ عن حقيقة ، وهي : أنّ زيارة النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد وفاته كزيارته ولقائه في حياته ، ولا يخفى أنّ الكثير ينتابهم الفخر بأنّهم رأوا النبيّ صلىاللهعليهوآله وسلّموا عليه وكلّموه... ولنا أن نفخر حين زيارة قبره صلىاللهعليهوآله.
العاشر : عن ابن عباس مرفوعاً : « من حجّ إلى مكة ، ثم قصدني في مسجدي كتبت له حَجّتان مبرورتان ».
أخرجه الديلمي في مسنده ، كما في « وفاء الوفا » : ٤ / ١٣٧٤ ، و« نيل الأوطار » : ٥ / ١٠٩.
نحن نفهم من هذا الحديث أنّ زيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله تعدل حجّتان مبرورتان ، كما هو النصّ فلا تصدّنّك نفسك أن لا تحصل على حجّتين مبرورتَين ، وكن على اُهبة الاستعداد ودع ما لا دليل عليه.
الحادي عشر : روي عن الرسول صلىاللهعليهوآله قال : « من وجد سعةً ولم يَفِدْ ـ يغدُ ـ إليَّ فقد جفاني » (١).
ذكره إبن فرحون في مناسكه ، والغزالي في الإحياء : ١ / ٢٣١ ، والقسطلاني في « المواهب اللدنّية » : ٤ / ٥٧١ ، والعجلوني في « كشف الخفاء » : ٢ / ٢٧٨.
نعم ، ونحن نرى أنّ من يستطيع ولا يتشرّف لزيارة النبيّ صلىاللهعليهوآله فقد جفاه ، ومن استطاع وزاره فقد فاز فوزاً عظيماً ، أقلّها حجّة مبرورة.
أمّا شفاعته فعند الله تعالى حسابها.
___________________________________
١ ـ سنن الدارقطني : ٢ / ٢٧٨ / ١٩٤ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٢.