القليل القليل الذين لا يوفَّقون لزيارة قبر النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآله ؟
هل أنّ هذه الملايين التي تحجّ كلّ عامٍ جميعاً على خطأ ؟!
أو هل أنّ هذه الحشود العظيمة مشركة وكافرة ؛ لأنّها تزور القبور ؛ قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله وقبور الشهداء في البقيع واُحدٍ وغيرهما من الأماكن ؟!
وبين هذه الحشود المليونية قضاة وحكّام واُمراء ووزراء وملوك ، وعلماء ! أكُلّ اُولئك كفرة يجب قتلهم ومحاربتهم ، والنيل منهم كما نالوا منّا ؟! أم ماذا ؟
تأمّل أخي العزيز هذه الآية الكريمة :
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) (١).
لأنّ تعظيمه لا ينقطع بموته ، ولا يقال : إنّ استغفار الرسول صلىاللهعليهوآله لهم إنّما هو في حياته وليست الزيارة كذلك ، لِما أجاب به بعض الأئمة المحقّقون من أنّ الآية دلّت على تعليق وجدان الله تعالى تَوّاباً رحيماً بثلاثة اُمور : المجيء ، واستغفارهم ، واستغفار الرسول صلىاللهعليهوآله لهم.
وقد حصل استغفار الرسول صلىاللهعليهوآله لجميع المؤمنين ؛ لأنّه قد استغفر للجميع ، قال الله تعالى : ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) (٢).
فإذا حصل مجيئهم واستغفارهم كملت الاُمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله تعالى ورحمته (٣).
___________________________________
١ ـ النساء : ٦٤.
٢ ـ محمد صلىاللهعليهوآله : ١٩.
٣ ـ المواهب اللدنّية للقسطلاني : ٤ / ٥٧٢.